أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، زيارة رسمية لجمهورية شمال قبرص التي تعترف بها تركيا فقط، في ظل اعتراضات من الشطر اليوناني للجزيرة المقسّمة باعتبارها "استفزازا غير مسبوق". وذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان، أن زيارة إردوغان تأتي تلبية لدعوة نظيره وحليفه في شمال قبرص، أرسين تتار، الذي فاز في السباق الرئاسي المتقارب الشهر الماضي. وبدعم من تركيا، فاز رئيس الوزراء السابق إرسين تتار في السباق الرئاسي المتقارب الشهر الماضي، ما من شأنه أن يزيد من توتر العلاقات مع حكومة قبرص المعترف بها دوليا وتدير الجنوب. ويدعم القومي تتار حل "الدولتين" من أجل إنهاء الصراع الدائر منذ خمسة عقود على الجزيرة المقسمة، بينما كان سلفه يدعم إعادة توحيد الجزيرة. وشارك إردوغان الذي رافقته عقيلته أمينة، وزعيم "حزب الحركة القومية" اليمينية المشتددة، دولت باهتشلي، في مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية الـ37 لتأسيس جمهورية شمال قبرص، كما شارك في مراسم افتتاح مستشفى الطوارئ بـ "العاصمة" لفكوشا. إلا أن زيارة إردوغان للجزيرة المقسمة ويسكنها القبارصة الأتراك، وخصوصاً إلى منتجع فاروشا الساحلي المتنازع عليه وأعيد افتتاحه أخيراً، أثارت انتقادات من قبرص واليونان. وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إن زيارة إردوغان إلى شمال قبرص ومنطقة فاروشا، تمثل "استفزازا غير مسبوق، وتقوّض جهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسيّ غير رسمي" بين القبارصة اليونانيين والأتراك وأثينا وأنقرة، ولندن القوة الاستعمارية السابقة في الجزيرة. وتابع أناستاسيادس أن تحركات كهذه "لا تساهم في خلق مناخ ملائم وإيجابي لاستئناف محادثات الوصول إلى حلّ" للمسألة القبرصية. وتُعدّ الزيارة التي تأتي عقب بضعة أسابيع من دعم إردوغان لحليفه تتار للفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، موجعةً للقبارصة اليونانيين الذين يمثلون غالبية سكان الجزيرة والذين لم يتنازلوا قطّ عن مطلبهم بالسماح بعودة المُهجرين من مدينة فاروشا إلى ديارهم. واعتبر أناستاسيادس أن "هذه التحركات تثير سخط كل شعب قبرص". بدورها، دانت وزارة الخارجية اليونانية الزيارة، قائلة إن "زيارة الرئيس التركي لفاروشا المحتلة برفقة فريق حكومي استفزاز غير مسبوق، وينتهك قرارات الأمم المتحدة". وأضافت: "ندينه بشكل قاطع، ونتوقع أن تتم مناقشته بعمق في الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي في ديسمبر".
مشاركة :