لغة الأرقام أصدق اللغات، فهي لا تعرف الكذب، وتتسم بالوضوح، وسهولة القراءة، ومن تابع تصريحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجد أنه يتحدث بهذه اللغة، مما ميز تصريحات سموه بالشفافية التي لم نكن نعهدها، وجعل العالم يتفاعل معها، وهو يتحدث بكل أريحية، وثقة ومعرفة وصدق، وهو يصفُ ماذا تم؟ وماذا سيُتخذُ بشأن كذا وكذا. في السابق كان يخرج لنا المتحدث الرسمي لجهة ما، وكأنه يمن علينا إطلالته، ويقرأ علينا بياناً معلباً، صيغ معتمداً على لغة وصفية إنشائية تقليدية تهتم بزُخرف القول وتنميق الكلمات، أما اليوم وفي عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، عهد التحديات، وقوة التغيرات، والتطور المحسوب، والنقلة النوعية التي خطط لها ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً. هذا التغيير وهذه الخطوات المتسارعة وما بدأنا نلمسه من نتاج رؤية الخير التي خطط لها ويقودها سمو ولي العهد حفظه الله، جعلتنا ندرك جميعاً حنكة وحكمة خادم الحرمين الشريفين عندما دفع بالأمير الشاب محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، والذي اصطنعه تحت عينه، وتتلمذ على يدية، وتخرج من مدرسته، وتعلم منه مبدأ الالتزام الذي يورّث الصدق، والشفافية، والجدية، والتفاني، والحزم، وأهمية قراءة التاريخ، الذي أورثه الخبرة، وتوسّع الأفق بعد معرفة تجاربه وعبره. المملكة العربية السعودية منحها الله عز وجل كل المقومات، سواء على مستوى الموارد الطبيعية، والمكانة الجغرافية، والتاريخية، أو على مستوى الموارد البشرية والكفاءات، إلا أن الفساد الذي انتشر في جسدها الطاهر، كما وصفه سمو ولي العهد، كالسرطان، جعلها تسير على بركة الله، وحسن وصدق نوايا ملوكها، منذ ستينيات القرن الماضي حتى أنعم الله عليها بهذا الأمير الشاب، الذي نفض عن هذه الدرة المكنونة غبار الماضي، برياح التغيير والتجديد، لتواكب العصر، ولازال يكافح ليسير بها نحو المستقبل. وبعد أن راهن علينا سمو ولي العهد كشعب سعودي محب لبلادة، فإنه مكن الواجب المُحتّم علينا أن لا نخذله، فواجبنا الشرعي والوطني يحتّم علينا الدعاء له، وأن نصطف خلف قيادتنا ونثق في قرارات مهندس رؤيتنا، والعمل بإخلاص وأمانة وجديه لمحاربة الفساد كلاً من موقعه ومجاله، وبجميع القطاعات الأربعة “العام -الخاص ـ الغير ربحي ـ والعمل الحر” من الوزير وحتى أصغر موظف بل على كل فرد سعودي تعزيز هذه القيم في أبنائه لتكون مملكتنا الغالية التي ضحى من أجلها الآباء، ورسموا حدوها بالدماء في المكانة العالمية التي تستحقها.. *كاتب سعودي
مشاركة :