أزمة قره باغ تفتح بابا للتمدد التركي في جنوب القوقاز

  • 11/16/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - فتحت أزمة إقليم ناغورني قره باغ بابا لامتداد تركي آخر على غرار تدخلها في سوريا وليبيا، حيث اعتادت تركيا أن تستثمر في الفوضى لتوسيع نفوذها وتحقيق أطماعها في المناطق الغنية بالثروات.وفي هذا الإطار طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين موافقة البرلمان لإرسال عسكريين إلى أذربيجان بهدف المشاركة في مهمة روسية تركية لمراقبة وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره.وفي نصّ أُرسل إلى الجمعية الوطنية يحمل توقيعه، طلب اردوغان الموافقة على إرسال جنود لإقامة "مركز تنسيق" مع روسيا لمراقبة احترام الهدنة.وأشار النصّ إلى أن العسكريين الذين ستُرسلهم تركيا الداعمة لأذربيجان، سينتشرون "للمشاركة في أنشطة مركز التنسيق الذي سيُقام مع روسيا" و"ضمان احترام وقف إطلاق النار".والحصول على إذن البرلمان لنشر الجنود أمر شكلي وسيمتدّ على عام فيما سيحدّد اردوغان عدد العسكريين الذين سيتم إرسالهم.وتسعى تركيا في استنساخ للسيناريو السوري على الحدود الأذربيجانية الأرمينية، لتأمين نفوذها وتوسيعه بمشاركة القوات الروسية في تنسيق عمليات عسكرية مشتركة لمراقبة وقف النار في قره باغ.كما يهدف تحرك اردوغان لإرسال مزيد من قواته إلى أذربيجان لتنفيذ مخططاته التوسعية وتثبيتها في المناطق الغنية بالثروات حيث تحتوي منطقة أذربيجان وأرمينيا وإقليم قره باغ على مخزون هام من المحروقات يثير مطامع الدول التي تقع على مقربة منها.ويحاول الرئيس التركي استدراك تقلص ثقله في قضية قره باغ، بعد أن حققت روسيا الوسيطة في الهدنة الأخيرة مكاسب جيوسياسية هامة بإدخال قواتها لحفظ السلام إلى ناغورني قره باغ على أساس أن يتم تجديد وجودها كل خمس سنوات، فيما ستبقى القوات التركية خارج الإقليم للمساعدة في إدارة مركز لمراقبة الهدنة.ويوسع ذلك الوجود العسكري الروسي ويضع حدا فيما يبدو للتنافس الجيوسياسي بين موسكو وأنقرة في صراع مماثل بين الطرفين في سوريا وليبيا.ودعم أردوغان الهجوم الأذربيجاني عسكريا ودبلوماسيا وحاول إحباط مساعي الوساطة، فيما لا يخفى أن الرئيس التركي يسعى كعادته للاستثمار في الفوضى لتحقيق أطماعه مثلما حدث في سوريا وليبيا.وكانت الاشتباكات العنيفة بين القوات الأذربيجانية والقوات الأرمنية العرقية في الإقليم اختبارا لنفوذ موسكو في جنوب القوقاز الذي كان جزءا من الاتحاد السوفييتي تعتبره روسيا حيويا للدفاع عن جناحها الجنوبي.واستطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال التوسط في الهدنة أن يحبط إمكانية وجود تركي أقوى في مناطق نفوذ موسكو التقليدية.ووقعت أذربيجان وأرمينيا الأسبوع الماضي اتفاقاً برعاية روسيا، وضع حداً لأسابيع من المواجهات الدامية في قره باغ، المنطقة الانفصالية في أذربيجان ذات الغالبية الأرمنية.وحققت أذربيجان في جبهات القتال الذي امتد لستة أسابيع مخلفا مئات القتلى وآلاف لجرحى، انتصارات على أرمينيا واستعادت السيطرة على مناطق استراتيجية في الإقليم الانفصالي.وبهدف مراقبة الاتفاق الذي يكرّس استعادة باكو لأراضٍ وينصّ على انسحاب الأرمن من بعض المناطق، بدأت موسكو في الأيام الأخيرة نشر قوة "حفظ سلام".وفي وقت لم يأتِ الاتفاق على ذكر تركيا أبداً، أكدت أنقرة بسرعة بعد توقيعه أن جنودا أتراك سيشاركون في مراقبة وقف إطلاق النار من مركز تنسيق.وتباحث مسؤولون أتراك وروس الجمعة والسبت في أنقرة في سير عمل هذا المركز، الذي لم يتم الإعلان عن تاريخ افتتاحه وموقعه.

مشاركة :