الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "حديقة الغروب" للشاعر السعودي غازي القصيبي.خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِأما سئمتَ ارتحالًا أيّها الساري؟أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأتإلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوايحاورونكَ بالكبريتِ والنارِوالصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْسوى ثُمالةِ أيامٍ.. تذكارِبلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكاقلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداريأيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوىعمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماريأحببتني.. وشبابي في فتوّتهِوما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاريمنحتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسهاوكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاريماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتيوالغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاريإنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقنيبكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصراروكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنهوكان يحمل في أضلاعهِ داريوإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلًالكنه لم يقبّل جبهةَ العارِوأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسهما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌيهيمُ ما بين أغلالٍ. وأسوارِهذي حديقة عمري في الغروب.. كمارأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِالطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌوالوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِلا تتبعيني! دعيني! واقرئي كتبيفبين أوراقِها تلقاكِ أخباريوإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلًاوكان يمزجُ أطوارًا بأطوارِويا بلادًا نذرت العمر.. زَهرتَهلعزّها!... دُمتِ! إني حان إبحاريتركتُ بين رمال البيد أغنيتيوعند شاطئكِ المسحورِ. أسماريإن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلميولم أدنّس بسوق الزيف أفكاريوإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلًاوكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثارييا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُهوأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراريوأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ بهعلى.. ما خدشته كل أوزاريأحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع ليأيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟
مشاركة :