قال الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، بأنه يأتي اليوم العالمي للطفل هذا العام 2020 والعالم يئن من وطأة تداعيات جائحة كورونا التي قوضت العديد من المكتسبات، وخلفت أزمة اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة، ستستمر تداعياتها على مدى أجيال وأجيال ما لم نتحرك لمواجهتها على كافة الأصعدة. جاء ذلك في افتتاح أعمال المؤتمر الافتراضي "جائحة كورونا وحقوق الطفل: من أزمة إلى فرصة" الذي انطلق صباح اليوم الاثنين، بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية وحضور أكثر من 150 من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والجمعيات العاملة في مجال الطفولة والخبراء والإعلام. وأضتف خلال كلمته التي وجهها للمؤتمر بأنه حين نتحدث عن تأثيرات جائحة كورونا نشير إلى تلك الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، حيث أوضحت كل التقارير الدولية والإقليمية إلى وجود صورة مقلقة وضبابية حول التداعيات الصحية والتعليمية والاجتماعية على الأطفال، فهناك تعطيل في الخدمات الصحية والتطعيمات، مع خطر ارتفاع نسب وفيات الأطفال الرضع، واحتمالية توقف العملية التعليمية مع عودة الموجة الثانية من جائحة كورونا، مما يعني العودة إلى التعليم عن بعد، وهو أمر يلاقي العديد من التحديات في دول عدة لعدم توفر مقومات البنية التكنولوجية لذلك، إضافة إلى تزايد احتمالية حدوث أزمة غذائية واقتصادية ترفع نسب الفقر المدقع، ناهينا عن تفاقم مشكلات اجتماعية منها تزايد نسبة عمل الأطفال خاصة الأشكال الأسوأ منها وكذلك ارتفاع حالات تعرض الفتيات للزواج المبكر، وتفاقم مستويات العنف والقلق والهلع والخوف، هذه الصورة لا تعني إلا أمرا واحدا هو الحاجة إلى العمل معا حتى بعد التعافي من جائحة كورونا". واستكمل: أن الفكرة الأساسية لهذا المؤتمر تأتي إنه بقدر ما قد نستعرض تداعيات وتأثيرات أزمة جائحة كورونا على الأطفال بقدر ما نسعى لفتح الحوار والنقاش كي يكون المجال متاحا لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة للتغيير والتطوير وفرصة للإبداع والابتكار.وأضتف: فكما أكدت الأمم المتحدة إنه وقت العلم والتضامن، ولن يتأتي ذلك إلا من خلال تعزيز الحقوق وحماية القانون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع توفر الإطار الملائم لتهيئة اقتصادات ومجتمعات أكثر شمولا واستدامة، والتمكن من التطور التكنولوجي المتسارع.وأوضح أن المجلس العربي للطفولة والتنمية سيستمر في دوره وتواصل جهوده في الإهتمام بتداعيات جائحة كورونا المستجد من خلال الدعم والتعاون والشراكة مع الشركاء، بهدف نشر الوعي والمعرفة في كل مجال من مجالات حقوق الطفل، والسعى نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحقيقا لتنشئة أفضل للطفل تواكب المستجدات وتمكنه من الدخول لعصر المعرفة والثورة الصناعية الرابعة وعالم ما بعد كورونا. كما دعا في كلمته قمة العشرين في دورتها الخامسة عشر القادمة باستضافة من المملكة العربية السعودية، تحت هدف عام هو "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، إلى إيلاء الاهتمام بقضية الطفولة وجعلها تتصدر سلم الأولويات في المرحلة القادمة، لما لذلك من تأثير على المستقبل، ليكون بحق فرصة لفتح آفاق جديدة للخـروج بمبـادرات ومخرجـات تحقـق آمـال للجميع. موجها سموه التهنئة للمملكة العربية السعودية، ولخادم الحرمين الشرفين، على التحرك المبكر ونجاح الترتيبات اللازمة لعقد تلك القمة منذ أن تولت المملكة رئاستها في شهر ديسمبر الماضى. واختتم كلمته للمؤتمر موجها الدعوة إلى كل المعنيين بقضايا الطفولة والتنمية من قياديين ومخططين ومشتغلين ومهتمين، بالعمل والتعاون والتكاتف من أجل التعافي من هذه الأزمة، وإنقاذ ما هو قادم في كافة المناحي، لنؤسس عالمنا الذي نحلم به، عالم أكثر عدالة وشمولا واستدامة ومراعاة للبيئة وقدرة على الإبداع، ليحيا فيه أطفالنا متمتعين بالصحة والحماية والنماء.يذكر بأن مؤتمر جائحة كورونا وحقوق الطفل من أزمة إلى فرصة، تحدث فيه أكثر من 15 خبير في مجالات حقوق الطفل، وتناول عددا من المحاور الرئيسية التي تطرقت إلى التأثيرات الاجتماعية والنفسية والتربوية لجائحة كورونا على حقوق الأطفال في المنطقة العربية، ودور المجتمع المدني في مواجهة هذه التأثيرات، إلى جانب مناقشة الإمكانيات التكنولوجية في مواجهة تأثيرات جائحة كورونا على الأطفال
مشاركة :