قبل أيام تم القبض على خلية إرهابية تنتمي لحزب الله لتنفيذ أعمال تخريبية في الكويت الحبيبة.. وأصبح واضحاً بأن المنطقة مستهدفة طائفياً لإعطاء المبرر للتيارات المتشددة الإرهابية مثل داعش والقاعدة على تنفيذ عمليات أخرى ضد الطائفة الشيعية، وحزب الله أيضاً ضد الطائفة السنّية لإدخال المنطقة في قتال طائفي يستعطف المتشددين ويكون المجتمع في تشنّج طائفي يدخل الجميع في متاهة مخيفة وقاتمة.. إن «وحش» الطائفية والتعصّب الديني إذا ظهر سيلتهم الجميع ويشهد على ذلك وضع الدول التي شهدت صراعاً طائفياً.. من يقرأ التاريخ يجد علاقة السلم الاجتماعي الطائفي تقترن بالنهضة والحضارة، فعندما كان يعيش العرب في الأندلس الأموي مسلمون ويهود ومسيحيون ليرسموا أجمل الحضارات العربية والأوروبية وعلى عدة معايير سواء العمرانية والطبية والفكرية وحتى الموسيقية والشعرية.. نفس الشيء يستحق الذكر في عراق هارون الرشيد والمأمون والذي شهد تصالحاً طائفياً تشهد عليه كتب الفكر بما وثّقته تلك الفترة من حضارة ورقي.. لذلك علينا ألا ننصاع خلف الكره الطائفي حيث لا غالب ولا مغلوب سوى دمار المنطقة، وهذا للأسف ما يراهن عليه المتطرفون من جميع الجهات الإرهابية لتنفيذ أجندة خارجية.. نحن الآن في لحظة وطنية حقيقية بيّن فيها وعي المجتمع نحو التماسك والترابط وظهور اللحمة الوطنية لوطن يستحق ذلك بل يتميز بأي مقارنات مع كل الآخرين.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net