أثبت ساهر منذ العمل به في نهاية عام 2010م حتى الآن فشله في الحد من الحوادث المرورية وتقليص أعداد المصابين أو المتوفين داخل المملكة، من خلال نشر إحصاءات تشير إلى ارتفاع عدد ضحايا الحوادث المرورية إلى ما يزيد على سبعة آلاف شخص، وبمعدل 17 شخصاً يومياً ناهيك عن المصابين بأكثر من 68 ألفاً سنوياً. أرقام خيالية لم يقلل منها ساهر وإنما ساهم بجدارة في زيادتها بسبب المباغتات التي يكتنفها والتي تساهم في خفض السرعة على الطرقات السريعة فور رؤيته بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى وقوع حوادث نتيجة تصادم السيارات ببعضها البعض. وإن أحسنا النية في ساهر واعتبرناه أداة لضبط النظام؛ فلا تكون بهذا الشكل المباغت!! فمن أراد أن يعاقب أبناءه فلا بد من تنبيههم أولاً ثم معاقبتهم ثانياً عند تكرار المخالفة. ولكي يتحقق الهدف من ساهر وهو حفظ النظام فلا بد من وضع لافتات وعلى مسافات مدروسة على الطرق السريعة والداخلية تحدد وتذكر بالسرعة القصوى على هذا الطريق، ولافتات أخرى بصورة كاميرا تنبه بوجود ساهر على مسافات معينة وهذا هو المتبع نظاماً في الدول المتقدمة وبعض الدول النامية، إذ الهدف هو حفظ النظام والبقاء على أرواح الناس بدلا من بذل جهود قصوى لتخبئته ومباغتة الناس به والأدلة على ذلك كثيرة نذكر منها على سبيل المثال: مدخل الدمام طريق الملك فهد بالقرب من حي الفيصلية تطفأ الإنارة كاملة لوجود ساهر في منتصفها كي لا يراه أحد، وامتداد شارع الأمير نايف تم زرع ساهر خلف الأشجار. لم يستشعر الشباب الهدف الأساسي من ساهر وهو حفظ النظام وإنما أشعرهم بالاستغلال والعمل على سحب ما في الجيب وليس حفظ النظام، فولّد في داخلهم حب الانتقام من هذه الآلة، والرغبة في التخريب، والعمل على التغلب عليها بشتى الطرق سواء بتنبيه بعضهم البعض والذي اعتبره البعض غشا وتعاونا على الإثم، وإنما في نظر البعض هو فزعة لأخيك لأن الغش أن تضعه في مكان مخفي للتصيد، والسرعة لا تأتي دائماً بقصد وإنما أحياناً بالسهو أو الانشغال بشيء ما سواء بالحديث مع راكب آخر أو حالة طارئة... الخ. وهنا نناشد المسؤولين وأصحاب القرار بدراسة هذه الظاهرة اللا حضارية بشكلها - وضع سيارات شبه بالية على الطرق السريعة -، وطريقة تطبيقها - بنظام لعبة الغميمة -، فنحن لا نرفض النظام وإنما نرفض الطريقة التي يطبق بها والتي انهكت الشعب مادياً ومعنوياً، فأما أن يطبق صح وبوضوح تام وإما أن تبحثوا عن البديل بإيجاد وسائل جديدة لرصد المخالفات المرورية.
مشاركة :