يسعى عدد من تجار الفواكه والخضار لعقد لقاء مع مسؤولين في محافظة جدة، لبحث إعادة النظر في نسب التوطين المقررة على حلقة خضار جدة بإعطائهم فرصة أطول للسعودة وبشكل تدريجي مع تهيئة الحلقة بشكل حضاري أو نقلها إلى مقر جديد يسمح باستقبال هؤلاء الشباب، مشيرين إلى أن التطبيق الكامل والإجباري لحلقة الخضار قد يؤدي إلى نتائج عكسية في ظل الأجواء العشوائية التي تعيشها حلقة الخضار في الوقت الراهن. واستشهد عدد من التجار بالخسائر الحالية التي تتعرض لها حلقة الخضار والتي بلغت أكثر من 2 مليون ريال يوميا، ما ينذر بخروج عدد من التجار من القطاع مطالبين محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز بضرورة التدخل الفوري لإنقاذهم من هذه الخسائر والتوجيه بتهيئة حلقة الخضار الحلية ورفع مستوى الخدمات فيها قبل التطبيق الإجباري للسعودة. ويصف فهد الغامد وهو أحد تجار حلقة الخضار ما يحصل في السوق المركزي بأنه تدمير بطيء واستنزاف للموارد المالية للتاجر السعودي، وسيؤدي في حال استمراره خروج أبناء المهنة من القطاع خاصة بعد وصول الخسائر إلى 2 مليون ريال يوميا، وستعود الحلقة إلى غير السعوديين، كما حصل في السبعينات والثمانينات الميلادية، لافتا إلى أن حلقة جدة هي أكبر حلقة في المملكة وتغطي المنطقة الغربية بأكملها، ويمتد عملاؤها إلى بعض الدول المجاورة بالإضافة إلى بعض دول الخليج العربي. وأضاف الغامدي: أناشد باسم معظم تجار الحلقة الأمير مشعل بن ماجد إلى ضرورة الاجتماع المباشر والفوري بالتجار وبعيد عن (الوسطاء) الذين أثبتت الأيام أنهم إما لا يعرفون خصوصية السوق المركزي أو أنهم يخدمون مصالح معينة؟؟ وتساءل الغامدي كيف يمكن التوطين في أجواء الحلقة الحارة وغير المشجعة لشباب السعودي، لافتا أن الخدمات داخل الحلقة سيئة والإمكانيات محدودة إن لم تكن بدائية وهي أشبه بأرض فضاء في وضعه الحالي. وتمنى الغامدي، لو تم تأجيل السعودة إلى أن يتم نقل السوق المركزي لمكان حضاري مجهز بجميع الخدمات والإمكانيات التي تمكن التاجر من إقناع الشباب السعودي من الاستمرار في العمل. ويشير الغامدي أنه رغم ذلك ومن أجل إثبات حسن النوايا حاول معظم أصحاب ومستأجري المباسط والمعاشق قدر الإمكان التوطين، لكن دون جدوى، فمعظم السعوديين الذين يتم تعينهم يتركون العمل بعد الممارسة مباشرة لعدم قدرتهم على تحمل المجهود البدني العالي في بيئة العمل الحارة في الحلقة، حتى أن عدد العقود الذي وقعت مع الشباب السعودي منذ بداية السنة إلى الآن زادت عن 10عقود لكل مبسط على الأقل، وهو ما يدل على رغبة الشباب السعودي وقناعة التاجر بضرورة التوطين، لكن ليس في السوق المركزي الحالي وهذه الأجواء السيئة. وعن اتهام البعض للتجار بعدم الجدية في التوطين، يؤكد الغامدي أن التجار مع التوطين قلبا وقالبا لكن ليس مع العشوائية في التوطين وتحميل التاجر فوق طاقته من قبل بعض الدوائر الحكومية المسؤولة عن التوطين.
مشاركة :