في اليوم الذي كان من المفترض فيه أن يحتفل أقطاب الحكومة الإسرائيلية بمرور ستة أشهر على إقامة الائتلاف، أكد ثلاثة من كبار المسؤولين في حزب الليكود، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لا ينوي تنفيذ البند الأساسي من الاتفاق الذي يقضي بأن يتناوب مع رئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، على رئاسة الحكومة.وقال وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، الذي يعتبر اليوم أقرب الوزراء إلى نتنياهو، إن غانتس أثبت أنه لا يقدر على القيام بمهمة رئيس حكومة، وإن «كل من تهمه مصلحة إسرائيل، يدرك أن نتنياهو هو الشخص المناسب والضروري لقيادة إسرائيل اليوم وفي السنوات العديدة القادمة. فنحن نشهد أياماً وأحداثاً تاريخية، هو صانع الغالبية منها، ونشهد تحديات كبرى لا أحد يقدر على مجابهتها مثله».جاء هذا التصريح في وقت تنقسم فيه الآراء أيضاً داخل «كحول لفان»، حول مستقبل الحكومة. فمن جهة يرى غانتس أنه يجب البقاء في الحكومة وعدم السماح بأن يكون حزبه سبباً في تفكيكها، «لأن من يفكك الحكومة ويقود إلى انتخابات جديدة سيعاقب في صناديق الاقتراع»، بينما يرى وزير الخارجية، غابي أشكنازي، أنه يجب تغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية، وإنهاء عمر هذه الحكومة السيئة وإسقاط نتنياهو الفاسد مهما كان الثمن. والمعروف أن حزب «كحول لفان» كان قد انقسم على نفسه على خلفية الانضمام للحكومة، فانسلخ عنه تكتل حزبي «يش عتيد» برئاسة يائير لبيد و«تيلم» برئاسة موشيه يعلون، وبقيا في المعارضة، وانسلخ عنه نائبان آخران هما يوعز هندل وتسفي هاوزر وبقيا معه ككتلة مستقلة لا جزءا من «كحول لفان». وأصبح يمثل في الكنيست بـ16 نائبا فقط، من مجموع 33 مقعدا حصل عليها في الانتخابات. وتتوقع الاستطلاعات أن يهبط إلى 9 - 11 مقعدا. في المقابل، تتوقع الاستطلاعات لنتنياهو، أن يهبط من 36 حاليا إلى 26 - 30 مقعدا، إذا جرت الانتخابات اليوم.ويحاول نتنياهو حشر غانتس في الزاوية، مستغلا وضعه، ولكون الانتخابات ليست مفيدة له. وفي المقابل، يرى أشكنازي أن نتنياهو أيضاً في وضع صعب وهناك منافس جديد له في اليمين، هو النائب نفتالي بنيت، الذي تتنبأ الاستطلاعات أن تتضاعف قوة حزبه «يمينا» حوالي أربعة أضعاف (من 6 مقاعد اليوم إلى 24 مقعداً إذا جرت الانتخابات الآن). والمعروف أن بنيت مكوره جداً في بيت نتنياهو الذي يفضل أي شيء على التحالف معه. وهو يرى أن ما يرمي إليه نتنياهو اليوم، هو الضغط على غانتس كي يقبل بالاستمرار في الحكومة الحالية، التي يتمتع فيها كل منهما بقوة كبيرة، لكنه يشترط لذلك أن يساعده غانتس في جهوده للتخلص من محاكمته بتهمة الفساد، وأن يبقيه رئيس حكومة ويتنازل عن اتفاقية التناوب.ولهذا، تعتبر تصريحات الوزراء والمسؤولين في الليكود ضد تنفيذ اتفاق التناوب، ضرباً من التمهيد وإعداد الرأي العام لتقبل هذا التغيير. ويحاول مساعدو نتنياهو إقناع غانتس بالتراجع بنفسه عن التناوب، قائلين له: «عندما جرى التفاهم معك على التناوب كنت تتحدث باسم 33 نائباً، لكنك اليوم تتحدث باسم 19 نائباً فقط. فأين المنطق في حصولك على رئاسة الحكومة. لماذا لا تكتفي بحصولك على نصف عدد الوزراء؟ ولكن مسؤولين آخرين في الليكود، يديرون هذه المعركة بشكل عدائي ويهددون غانتس ويتهمونه بالتآمر على نتنياهو، ويعتبرونه أخطر من المتظاهرين ضد نتنياهو في الشارع، «لأنه يقود معارضة هدامة للحكومة من داخلها».ومن المتوقع أن يتصاعد هذا الصراع حتى الـ23 من الشهر القادم، وهو موعد إقرار الموازنة العامة. ويمارس الكثيرون ضغوطاً على غانتس لتفجير الائتلاف الحكومي قبل هذا الموعد.تجدر الإشارة إلى أن المظاهرات ضد نتنياهو تجددت نهاية الأسبوع المنصرم، وانضمت إليها بشكل مفاجئ، ابنة رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد»، يوسي كوهين. والمفاجئ في الأمر، أن نتنياهو يعتبر كوهن أفضل شخصية ترث رئاسة الحكومة عنه.
مشاركة :