منحت كلية الآداب بجامعة حلوان في مصر درجة الماجستير للباحث مصطفى غنايم عن أطروحته التي أشرفت عليها الناقدة والمترجمة الدكتورة رشا صالح وحملت هذا العنوان "شعر فاروق شوشة للأطفال في اطار شعر الطفولة في الألفية الثالثة (دراسة مقارنة). وقد قارن الباحث تجربة شوشة بتجارب عدد من الشعراء الذين سبقوه في كتابة شعر للطفل، وهم: أحمد زرزور، وأحمد فضل شبلول، وأحمد سويلم. وقد ضمت لجنة المناقشة: الأساتذة الدكاترة: محمد علي سلامة، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان (مناقشًا ورئيسًا)، وعايدي علي جمعة، أستاذ الأدب والنقد بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (مناقشًا)، والدكتورة رشا صالح، أستاذ الأدب المقارن والنقد الأدبي (مشرفًا). وقد استهل الباحث هذه الأطروحة بالإشارة إلى أن فاروق شوشة ولد في قرية الشعراء بمحافظة دمياط، في دلتا مصر في التاسع من يناير/كانون الثاني 1936، والتحق بإحدى مدارس مدينة دمياط، وتقلب فى مراحل التعليم المختلفة، وحصل على شهادة التوجيهية، ودرس بكلية دار العلوم بالقاهرة، وبعد تخرجه فيها التحق بكلية المعلمين بجامعة عين شمس ليصبح مؤهلًا لمزاولة مهنة التدريس، وذكر غنايم أن شوشة شغل عدة مناصب دارت في فلك الأدب والشعر والثقافة، فأسهم في الصحافة الأدبية في مصر والوطن العربي، وكان له دور مهم في الإعلام المرئي والمسموع حيث قدم برامج عدة من أشهرها: (لغتنا الجميلة)، و(أمسية ثقافية)، إضافة إلى تدريسه "لفن الإلقاء" بمعهد الإذاعة والتليفزيون، ومادة "التذوق والإلقاء" في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والأدب العربي في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وأضاف الباحث أن شوشة شغل عددًا من المناصب، منها رئاسة الإذاعة المصرية وعضوية عدد من اللجان، فضلًا عن رئاسة جمعية المؤلفين والملحنين في مصر، ورئاسة اتحاد كتّاب مصر، وقد توّج نشاطه بتوليّ أمانة مجمع اللغة العربية بالقاهرة.وأشار الباخث إلى أن فاروق شوشة أصدر 22 ديوانًا للكبار بدءًا من ديوانه الأول (إلى مسافرة) عام 1966، وانتهاءٍ بديوانه (نخلة الماء)، الذى صدر في عام 2017 بعد وفاته بعدة أشهر، كم أصدر 7 دواوين للأطفال بدءًا بديوان (حبيبة والقمر) عام 1998، وانتهاءً بديوان (حمزة) عام 2013، فضلًا عن نشره عديد من الكتب. وقد حاز العديد من الجوائز: "جائزة كفافيس" اليونانية، وجائزة الدولة التشجيعية عن ديوانه "الدائرة المحكمة"، و"جائزة الدولة التقديرية" عام 1996، و "جائزة النيل في الآداب عام2000، ولم يذكر الباحث أن فاروث شوشة فاز اسمه بجائزة البابطين التقديرية وتسلمتها زوجته. فقد وافته المنية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2016. وتنصب هذه ألأطروحة على شعر فاروق شوشة للأطفال، الذى أبدعه بين عامى (1998 و2013)، وصدر في سبعة دواوين، وقام الباحث بتحليلها فنيًا: تعبيريًا، وصوتيًا، وتصويريًا في ضوء شعر الطفولة في الألفية الثالثة، خلال الفترة من 2000- 2015، وذلك من خلال مقارنته بأشعار عدد من الشعراء، الذين سبقوه فى نظم هذا الفن الأدبيّ ولمعوا في كتابة شعر الأطفال في الربع الأخير من الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، وإن استمر إبداعهم حتى لحظتنا الراهنة، وفضلاً عن ذلك فقد وقع اختيار البحث على نتاجهم لتميزه بالغزارة، إضافة إلى تخصصهم في هذا المضمار: إبداعًا، ونقدًا، وتنظيرًا، وهم ممن جايلوا فاروق شوشة إلى حد ما، كما تشابه ثلاثتهم معه فى إبداع شعر للكبار أيضًا، كما هو الحال في نظمهم شعرًا للأطفال، مما يشهد لهم برسوخ القدم في هذا المجال، ويجعل من إبداعهم أنموذجًا لدراسة شعر الطفولة في الألفية الثالثة، وهم: أحمد سويلم، وأحمد زرزور، وأحمد فضل شبلول. ويشير الباحث إلى أن فاروق شوشة يعد واحدًا من شعراء الجيل الثاني لحركة الشعر الجديد (شعر التفعيلة)، وإن مزج في دواوينه بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، إضافة إلى تنوع تجربته الشعرية، لتشمل في أخريات مسيرته الإبداعية مجموعات شعرية للأطفال، ويشير الباحث إلى أن لشعر شوشة مذاقه الأسلوبي الذي يحتفظ بملامحه الخاصة، ولا يختلط بغيره من أطياف الأساليب الأدبية الأخرى. ويذكر الباحث مقولة الدكتور يوسف نوفل في كتابه "الشاعران" إنه "لو لم يكن فاروق شوشة شاعرًا لما كان هذا العطاء الأصيل المتنوع بهذه الصورة من الانسجام والتكامل". ويضيف غنايم بإن تجربة فاروق شوشة امتدت إلى كتابة الشعر للأطفال في مرحلة متأخرة من حياته، بدءًا من 1998، بعد أن رزق بحفيدته الأولى، ليبدأ فى إبداع هذا النمط الجديد (شعر الأطفال)، الذي اختتمه بإصدار ديوانه الأخير (حمزة) عام 2013، وقد كان هذا الشعر موضع البحث هذا.. من خلال دراسة وتحليل الدواوين الستة التي صدرت في الحقبة محل الدراسة (الألفية الثالثة)، وتضم إحدى عشرة قصيدة، وقد جاءت عناوين هذه الدواوين حسب ترتيب صدورها: "مَلك تبدأ خطوتها"، "حكاية الطائر الصغير"، "أغنية لمصر"، "الأمير الباسم"، "أصدقائي الثلاثة"، و"حمزة". واختار الباحث هذه الحقبة الزمنية، لأنّها الفترة التي تركز فيها نظم فاروق شوشة لشعر للأطفال، وبذا فقد تم استبعاد ديوانه الأول "حبيبة والقمر" لصدوره عام 1998، وركز البحث على دواوينه الأخرى المنشورة بداية من الألفية الثالثة، كما اعتمد البحث منهج التحليل الأسلوبي الوصفي لنصوص فاروق شوشة الشعرية عبر مستوياته الثلاثة: المعجمى، والصوتى، والدلالى، ومقارنتها وفق تلك المستويات التحليلية بنصوص الشعراء الثلاثة الذين وقع عليهم الاختيار: أحمد سويلم، وأحمد زرزور، وأحمد فضل شبلول.وتوصل الباحث إلى أن أوجه التشابه والاختلاف، فضلًا عن كشف مدى ملاءمتها وتساوقها مع سمات شعر الأطفال في الحقبة الزمنية محل الدراسة، تلك التي شهدت تحولات جذرية طرأت على أدب الأطفال في تلك الحقبة الزمنية، متمثلة لمستويات ثلاثة: مستوى الموضوع، ومستوى آليات الكتابة، ومستوى الوسائط التي يمكن تقديم الأدب عبرها، وما يتصل بذلك كله من تحولات جمة في أسئلة أدب الأطفال وثقافتهم في الألفية الجديدة. ويجمل الباحث أسباب اختيار الموضوع في كون فاروق شوشة أحد أبرز الشعراء في مصر والعالم العربي، ثم لتنوع كتاباته إبداعاته، ولخلو المكتبة النقدية من دراسات حول أعماله الشعرية الموجّهة للأطفال، ولتحليل السمات الفنية والجمالية لشعره للأطفال في ضوء دراسة تحليلية مقارنة مع بعض شعراء الأطفال في الألفية الثالثة. ويأتي اختيار هذه الحقبة الزمنية - محل البحث في تقدير الباحث - لكونها الفترة التي شهدت نشر قصائد فاروق شوشة للأطفال، ومن ثم فقد رأى الباحث الاقتصار على اختيار نماذج من أشعار بعض شعراء الأطفال خلال تلك الفترة الزمنية. أما أسئلة البحث فهي: هل كانت أعمال فاروق شوشة الشعرية للأطفال أم عن الأطفال؟ وهل يمكن الحكم على تجربته هذه بأنها تعبر عن عالم الأطفال بصفة عامة، أم أنها تنحصر في إطار تجربة ضيقة خاصة بالشاعر وأحفاده؟ وما السمات الفنية والخصائص الجمالية لشعر فاروق شوشة للأطفال؟ وما أهم قضايا الأطفال في الألفية الثالثة، وكيف تمكن فاروق شوشة من تناولها في شعره الموجه للأطفال؟ وما السمات الفنية والخصائص الجمالية لدى شعراء الطفولة في الألفية الثالثة؟ وما مدى توافق شعر فارق شوشة للأطفال مع شعر الطفولة في الألفية الثالثة؟ وقد أشارت الأطروحة إلى الحاجة إلى سد ثغرة في الدراسات الخاصة بشعر الأطفال في الألفية الثالثة، وقد تم اختيار قصائد فاروق شوشة للأطفال التي لم تدر حولها دراسة أكاديمية من قبل. ونبهت الأطروحة إلى قلة الدراسات التي تتناول أدب الطفل شعرًا بالنقد والتحليل، وأشارت إلى عدم اهتمام الحركة النقدية برصد أدب الأطفال كما هو الحال مع سائر الفنون الأدبية الموجهة للكبار، مع غياب المعايير الفنية والضوابط المحددة للكتابة للطفل. وتتكون هذه الأطروحة من: مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، متبوعة بالخاتمة والنتائج. المقدمة تمهد للموضوع، وتوضح الهدف منه، والمنهج المتبع، والدراسات السابقة. أما التمهيد فيتناول السمات الفنية لشعر الأطفال عامة، وخصائصه في الألفية الثالثة خاصة. والفصل الأول تناول المستوى المعجمي في شعر الأطفال عند فاروق شوشة وشعراء الطفولة في الألفية الثالثة: من ناحية: بنية العناوين، والألفاظ والمعجم الشعري، والطبيعة والألوان والأعلام والأحلام والزمان والمكان. في حين تناول الفصل االثاني المستوى الصوتي في شعر الأطفال عند فاروق شوشة وشعر الطفولة في الألفية الثالثة: الموسيقى الخارجية، الوزن، القافية، التكرار، الجناس، ثم الموسيقى الداخلية. وتناول الفصل الثالث المستوى الدلالي في شعر الأطفال عند فاروق شوشة وشعر الطفولة في الألفية الثالثة: القيم التعبيرية، القيم الاجتماعية، قيم تكامل الشخصية، وقيم معرفية ثقافية، والقيم العملية الاقتصادية. ثم القيم الجمالية، الصور الجزئية، والصور الكلية، والنزعة الدرامية، والرمز والرمزية، والتناص، وتوظيف التراث. وجاء الفصل الرابع ليقارن بين فاروق شوشة وشعراء الطفولة فى الألفية الثالثة من حيث: أوجه التشابه بين شعره وشعرهم، وأوجه الاختلاف بين شعره وشعرهم، ثم الخاتمة والنتائج.
مشاركة :