في دراسة له عن دلالات وسوم الإبل وعلاقتها بأشكال الحروف والأرقام العربية، يرى باحث سعودي أن جميع اللغات في العالم هي من أصول عربية، معتبرا أن الأكادية والكنعانية والفينيقية والآرامية وكذلك السريانية لم تكن في نسخها الأولى إلا لهجات عربية، مثلها مثل الثمودية والتدمرية والنبطية والسبأية والحميرية والمالطية، مشددا على أن من الخطأ تصنيف ألسن الأقوام من قبل علماء اللغات السامية على أنها لغات سامية، فهي في نشأتها الأولى لم تكن إلا لهجات عربية وتكونت من رحم هذه اللهجات جميع لغات العالم، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسطاليوم الأحد (16 أغسطس / آب 2015). ويستند صاحب الدراسة، وليد عبد العزيز العطيشان، في استنتاجاته هذه إلى أن وسوم الإبل، المستخدمة منذ القدم وإلى زماننا هذا، هي عبارة عن أشكال حروف وأرقام عربية قديمة لكتابات العهود العتيقة، إلا أن استخداماتها كانت وبكل تأكيد لها دلالات معينة للقبائل وبطونها وللعشائر وعوائلها، معتبرا أن الإثارة تصل لقمتها حينما نجد أن جميع الحروف في جميع أبجديات الشعوب العتيقة تتلاقى بمحاور مشتركة مع بعضها البعض مع وسوم الإبل عند العرب، وبصورة متطابقة في الشكل والمضمون والجوهر. وهو يعتقد ألا غرابة في هذا الأمر إذا ما علمنا أن الفينيقيين وأسلافهم الكنعانيين الذين اُشتُقَت من أبجدياتهم جميع أبجديات أمم الأرض وشعوبها أصولهم ساميّة من عرب الجزيرة بشهادة البصمة الوراثية للجين العربي السامي J1 وJ2. ويورد الباحث في هذا الصدد قول أمين الريحاني: ما أجمع عليه العلماء والمؤرخون أن الفينيقيين من الشعوب السامية، بل إنهم في الأصل عرب ساميون. وانطلاقًا من ذلك، بحث العطيشان في أصل كلمة فينيق، ووجد أنها في الأصل الفَنيق: وهي كلمة يطلقها العرب على الفحل المكرم من الجمال، فتقول العرب: الفَنيق من الجمال، أي الفحل المكرم الذي لا يُؤذَى لكرامته على أهله ولا يُركب، ومن هذا المعنى تقول العرب تفنَّقَ الرجل، أي تَّنعمَ في عيشه، وهذا المعنى العربي الأصيل للفينيقيين يتناسب مع ما وجدناه من تطابق في حروف أبجديتهم الفينيقية ووسوم الإبل عند العرب. ومن هذه الوسوم، مثلا، ما وجده الباحث في الوسم المميز المشتق من الدلو في الشكل، فهذا الوسم اختصّت وتميزت به بعض العشائر والبطون العربية القحطانية دون العدنانية، كما يلاحظ أن هذا الوسم هو في الأصل مشتق بصورة مباشرة وما يميز هذا الحرف الكنعاني السامي، طبقًا للعطيشان، هو عدم وجوده في أي من الأبجديات القديمة الأخرى العربية أو الأعجمية. وأخيرا، يعتقد الباحث أن وسوم الإبل الأصيلة، التي درسها بالتفصيل، ستفك شفرات الكثير من أسرار التاريخ وعروق الإنسان والمكان، وتساعد على تحديد المسافات الزمنية ما بين حضارات الأمم والشعوب.
مشاركة :