وجهت المملكة المغربية دعوة لأعضاء مجلس النواب الليبي لزيارة البلاد للتشاور حول عدد من الملفات أبرزها توحيد صفوف المجلس خلال الفترة المقبلة، وذلك بحسب ما أكده برلماني ليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد». وأكد البرلماني الليبي الذي رفض الكشف عن هويته، أن عدداً كبيراً من نواب طرابلس رحبوا بدعوة الرباط لحضور الاجتماعات، موضحاً أن السلطات المغربية تواصلت مع عدد من نواب المنطقة الشرقية والجنوبية والغربية. وأوضح البرلماني الليبي أن اجتماعات المغرب تهدف لتهيئة الأجواء لعقد جلسة برلمانية مكتملة النصاب في أي مدينة ليبية، مشيراً إلى رغبة الرباط في تقوية الكيان التشريعي وتفعيل دوره الهام في مراقبة أي حكومة ليبية جديدة. وتأتي الدعوة المغربية بالتزامن مع دعوة وجهها رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال في رسالة له إلى رئيس البرلمان الليبي بدعوة أعضاء المجلس للاجتماع في القاهرة لتوحيد صفوف البرلمان. ولفت البرلماني الليبي إلى أن تيار من نواب طرابلس أبرم اتفاقا مع السراج للعودة للمشاركة في جلسات البرلمان وطرح فكرة هيكلة المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة، موضحاً أن نواب طرابلس ومصراتة يشترطون الإبقاء على فايز السراج على رأس المجلس الجديد وهو ما يرفضه قطاع واسع من أبناء الشعب الليبي. بدوره، أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي علي التكبالي أن الاجتماعات خارج البلاد لن تنجح، مشيراً إلى أن نواب جماعة «الإخوان» في البرلمان لم يؤدوا اليمين الدستورية ويسعون للقفز على المجلس. وعن اجتماعات تونس الأخيرة، أوضح البرلماني الليبي أن المشاركين في الحوار الليبي بتونس لا يهمهم مصلحة ليبيا وإنما يسعون للمناصب والمحاصصة. فيما قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي: إن دعوة القاهرة لأعضاء البرلمان الليبي تأتي من منطلق حرصها على دعم جهود المصالحة الليبية وكسر الجمود السياسي بين جميع الأطراف، موضحاً أن مصر تهدف لتوحيد البرلمان الليبي ليكون دوره أكثر فاعلية خاصة بعد النجاح الذي حققته القاهرة في المسار العسكري في اجتماعات الغردقة الذي مهد الطريق أمام اتفاق لجنة «5+5» في جنيف وغدامس وسرت. ولفت المهداوي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن القاهرة تحاول إنجاز المصالحة الوطنية، وتقريب وجهات النظر عبر استقبالها عدداً من مسؤولي المنطقة الغربية، أبرزهم أحمد معيتيق وفتحي باشاغا والسراج، مؤكداً أن الدعوة المصرية جاءت بعد فشل البعثة الأممية في التوصل لاتفاق ينهي الأزمة الليبية في اللحظات الأخيرة. وحول تزامن توجيه المغرب دعوة لأعضاء البرلمان الليبي مع دعوة القاهرة، أوضح المهداوي أن الرباط تسعى لأن يكون لها دور أكثر فاعلية في الملف الليبي، مرجحاً نجاح الدور المصري الذي تمكن من فرض وقف إطلاق النار على كافة الأطراف الليبية. وفي السياق، بحث رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح مع سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفيتشا نتائج ملتقى الحوار السياسي الليبي بتونس ودور مجلس النواب الليبي في خريطة الطريق الانتخابية وأهمية دور التمثيل الإقليمي المناسب في الانتخابات المحتملة العام المقبل. وفي بنغازي، بحث القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر مع وفد من أعيان قبيلة «الحساونة» تأمين مدن الجنوب الليبي من الجماعات المتطرفة والإجرامية. وبحسب بيان للقيادة العامة، أكد حفتر على جهود أبناء قبيلة «الحساونة» ووقوفهم بجانب الجيش في حربه ضد الإرهاب والغزاة والطامعين برفقة كافة القبائل الليبية الشريفة التي تؤمن بضرورة دعم القوات المسلحة الليبية لكونها درع الوطن وحاميه.
مشاركة :