واشنطن - أطلق ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء مسعى لمنع إدارة الرئيس دونالد ترامب من بيع الإمارات 50 مقاتلة شبح من طراز إف-35، في تحرك يبدو بلا نتيجة استنادا الى تجارب سابقة. وقد تغير هذه الصفقة الضخمة ميزان القوى في الشرق الأوسط. وعبر أعضاء في الكونغرس عن انزعاجهم من محاولة الإدارة الإسراع بالصفقة، خاصة وأنها لم تخطرهم بها رسميا سوى الأسبوع الماضي. وأعلن العضوان الديمقراطيان بالمجلس بوب مينينديز وكريس ميرفي والعضو الجمهوري راند بول أنهم سيتقدمون بأربعة تشريعات منفصلة لرفض خطة ترامب لبيع طائرات مسيرة طراز ريبر وطائرات إف-35 المقاتلة وصواريخ جو/جو وذخائر أخرى للإمارات. لكن حتى إذا تمكّن السناتورات الثلاثة وهم ديموقراطيان وجمهوري من حشد أكثرية بسيطة في الكونغرس لإحباط هذه الصفقة البالغة قيمتها الإجمالية 23 مليار دولار وتشتمل أيضاً على طائرات بدون طيار وذخيرة، فبإمكان الرئيس ترامب أن يستخدم الفيتو لفرض إرادته، وهو أمر سبق له وأن فعله في حالات مماثلة، مما يتطلّب حينها حشد أغلبية الثلثين في مجلسي الشيوخ والنواب لكسر الفيتو الرئاسي ومنع إتمام الصفقة، وهو أمر مستبعد للغاية. وتأتي هذه الصفقة بعد اسابيع على بدء تطبيع العلاقات بين الامارات واسرائيل، التي تمانع في شراء اي دولة عربية، أسلحة أميركية متطورة وخصوصا مقاتلات اف-35. وقال ميرفي في بيان "أنا أؤيّد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، لكن لا شيء في هذه الاتفاقية يلزمنا بإغراق هذه المنطقة أكثر بالأسلحة أو تسهيل حصول سباق تسلّح خطير". وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ الكونغرس رسمياً بهذه الصفقة الأسبوع الماضي، مرحّباً بقرار الإمارات الاعتراف بإسرائيل ومدرجاً تزويد أبوظبي بهذه الأسلحة في إطار جهود التصدّي لإيران. وحاول الكونغرس في العام الماضي منع البيت الأبيض من بيع أسلحة إلى السعودية والإمارات، لكنّه فشل في حشد أغلبية الثلثين لتجاوز الفيتو الذي استخدمه ترامب لفرض إرادته. وكانت قضية مقاتلات الشبح الأميركية المتعدّدة المهام التي تسعى أبوظبي منذ وقت طويل لشرائها من واشنطن، ألقت بظلالها على اتفاق تطبيع العلاقات التاريخي الذي وقّعته الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض برعاية ترامب. وسبق لإسرائيل أن عارضت بيع هذه المقاتلات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ومصر اللتين تربطها بهما اتفاقيات سلام. وترغب الامارات منذ وقت طويل في شراء هذه المقاتلات والطائرات المسيرة، لكن اسرائيل طالما رفضت ذلك للحفاظ على تفوقها التكنولوجي. ومنذ توقيع اتفاق التطبيع بين اسرائيل والامارات في 15 أيلول/سبتمبر، أعطت واشنطن ضمانات للدولة العبرية. وتشمل الصفقة بين واشنطن وأبوظبي خمسين مقاتلة اف-35 بقيمة 10,4 مليارات دولار، و18 طائرة مسيرة مسلحة من طراز ام كيو-9 بقيمة 2,97 مليار دولار وذخائر جو-جو وجو-أرض تناهز قيمتها عشرة مليارات دولار.
مشاركة :