كنوز الخلافة العباسية الضائعة .. من يجدها

  • 8/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المقتدر هو الخليفة العباسي الثامن عشر في ترتيب الخلفاء العباسيين، وضياع كنوز العباسيين له قصة تبدأ معه حيث اخذ المقتدر الخلافة وهو صغير في السن وبدا أن أمه السيدة شغب كانت مسيطرة على أمور الحكم في بغداد لفترة طويلة من الزمن جمعت خلالها ثروات طائلة. وعندما حاول أخو المقتدر الحصول على الحكم منه اقتتل الجيش وجرى ما سمى بخبطة بغداد واحضروا أخا الخليفة وعينوه بدلا منه ولقبوه بالقاهر، وأشهدوا المقتدر على خلعه لنفسه من الخلافة فشهد! لكن جزءا من الجيش والشعب ثاروا وانتصروا للمقتدر وأوقعوا بالخليفة القاهر وسلموه للمقتدر قليل الخبرة الذي رغم طول عهده بالخلافة لكن بعده عن ادارة أمور الحكم نظرا لوالدته السيدة شغب أم المقتدر جعلته قليل الخبرة، فقبل رأس أخيه الذي اراد التمرد عليه مع زعماء الجيش وقال: يا أخى أنت والله لاذنب لك! فبكى القاهر وطلب منه عصمة دمه فعصمه! لكن الفتنة كانت قد بدأت، وانتهت أخيرا بقتل المقتدر وحصول القاهر على الخلافة مرة أخرى من أخيه! ولما ولى القاهر الخلافة قتل معارضيه كما قتل مؤنس الخادم قائد الجيش الذي وضعه في الخلافة! رغم اخذه الذي أخذ عليه العهد بعدم التعرض له ولقادة الجيش، وعذب السيدة شغب أم الخليفة المقتدر وكانت شديدة الثراء حيث حصلت على كثير من الأموال والكنوز والمجوهرات زمن حكم ابنها المقتدر فقد كانت هى الحاكم الفعلي والمتصرف الأوحد نظرا لتعيين ابنها في الخلافة وهو صغير السن. وأراد القاهر الحصول على كل ثرواتها التي خبأت بعضا منها في مقبرتها المعدة مسبقا، استطاع القاهر بالضغط على مساعديها معرفة مكانها فأخذها وقدرت بخمسمائة الف دينار، ثم ضغط عليها لبيع كافة أملاكها فوافقت على البيع، لكنها كانت قد خبأت أغلب أموالها بمكان آخر غير المقبرة فطلب منها القاهر الاعتراف بمكانها فرفضت، فعذبها حتى قتلها. وبقى سر كنز السيدة شغب مجهولا حتى اليوم لا يعرف مكانه أحد! ثم ها هو القاهر يجتهد في جمع الاموال والكنوز أيضا من كبار قادة الجيش الذين كانت لهم أموال طائلة لا تقل عما كان للخلافة ، فصادر أموال قادة الجيش الذين قتلهم وأكثرهم ثراءً مؤنس الخادم، وظل خلال فترة خلافته يجمع المال ويتتبع أموال الخيلفة المقتدر، حتى دارت عليه الأيام فسملوا عينه وخلعوه من الخلافة، فأحضره الخليفة الجديد الراضي فسأله عن أمواله وأين خبأها فقال له: إني قد دفنتها في البستان الخاص بالقصر فقال له الراضي في أي موضع ؟ فقال القاهر إنني ضرير لا أعلم مكانها فقام الراضي بحفر البستان كله وكذلك القصر من أساسهما حتى دمرهما تماماً فلم يجد المال. وهكذا تم دفن كنوز الخلافة العباسية الضخمة ولم يعرف لها مكان، ولم يبحث عنها أحد بعدها، انها ساكنة في أماكن لم تبرحها من ذلك التاريخ وتشكل ثروة ضخمة تقدر بمليارات الدولارات بمقاييسنا الان. كان من عادة الناس تلك الأيام أن يدفنوا أموالهم بباطن الأرض وليس في داخل البيوت، فمما جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير أنه بعد خلع القاهر وفي عام اثنتين وعشرين وثلثمائة، بينما كان يمشي ابن بويه بفرسه راكبا ذات يوم يتفرج في أحد جوانب البلد، انخسفت الارض من تحت قوائم فرسه فأمر فحفر هنالك فوجد من الاموال شيئا كثيرا، لا أحد يعلم مال من هذا، لكن حالة الاضطرابات السياسية جعلت بعضا من كبار قادة الجيش الأغنياء والتجار يفرون من بغداد، ويدفنون أموالهم ليوم قد يرجعون فيه، وظلت تلك الثروات مخبأة حتى اليوم، ترك أحدهم ثروته عند خياط اشتهر بالامانة وكان الوزير ابن بويه يخيط ثيابه عنده وكان الخياط ضعيف السمع، فاختلط عليه كلام الوزير ابن بويه ذات مرة، فأجاب: والله أيها الملك ما لابن ياقوت عندي سوى اثنا عشر صندوقا لا أدرى ما فيها. فأمر بإحضارها فإذا فيها أموال عظيمة تقارب ثلثمائة ألف دينار، واطلع على ودائع كانت ليعقوب بن الليث، فيها من الاموال ما لا يحد ولا يوصف كثرة، فقوي أمره وعظم سلطانه جدا. هذه بغداد عاصمة الخلافة وتلك كنوزها، فمن يبحث عنها ويجدها؟ محمد شاهين

مشاركة :