يهدف «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، الذي سيتم افتتاحه اليوم في منطقة الوثبة بأبوظبي ويستمر3 أشهر، إلى تعزيز التراث الوطني لدولة الإمارات، ويعكس في الوقت نفسه صورة مجتمعها العصري النابض بإرث الماضي وروح الحاضر، كما أنه يعد ملتقى لحضارات وثقافات أخرى، ويستمد هذا المهرجان أهميته من عوامل عدة، أبرزها ارتباطه باسم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها، الذي أعطى الحفاظ على تراث الإمارات وموروثها الشعبي أهمية خاصة، انطلاقًا من أن هذا الموروث رصيد ثمين من الواجب المحافظة عليه ليتم تناقله بين الأجيال حتى يظل الأبناء والأحفاد على صلة بالقيم والأخلاق التي قام عليها مجتمع الإمارات. ويعقد المهرجان تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وإشراف مباشر من معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان. والحاصل أن فعاليات المهرجان التي تمتد حتى 20 فبراير 2021، تشكّل فرصة قيّمة لأبناء المجتمع للاطلاع على تراث دولة الإمارات وتاريخها وإنجازاتها، والتعرف إلى إرث الشيخ زايد وعطائه، من خلال سرد مسيرته الإنسانية، إلى جانب أنه يشكل نافذة ترويحية وترفيهية للعائلات من خلال الفعاليات والعروض التثقيفية العالمية، والمعارض التفاعلية من مختلف قارات العالم. وفي الوقت نفسه، فإن المهرجان يوفر تجربة فريدة للتعرف إلى حضارات العالم وأبرز جوانب حياة الشعوب من خلال أجنحة ومشاركات تستعرض الثقافات والموروثات الشعبية لهذه الشعوب، متمثلة في الأسواق التي تزخر بالبضائع والمنتجات التقليدية لتلك الدول، وكذلك العروض والأهازيج الفلكلورية الخاصة بها. وتعقد فعاليات دورة 2020 من مهرجان الشيخ زايد التراثي تحت شعار «الإمارات ملتقى الحضارات»، وتشارك فيها 30 دولة من مختلف دول العالم، وتتضمن إقامة 3500 فعالية ثقافية عالمية تمتد على مدى 90 يومًا، بمشاركة 17 ألف مشارك وعارض من حول العالم، كما يضم 30 جناحًا رئيسيًّا تمثل دولًا عالمية، فيما سيتم تخصيص ما يزيد على 100 فعالية للأطفال، وحرصًا على سلامة الزائرين، أكدت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان من خلال التنسيق المستمر مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ودائرة الصحة- أبوظبي ودائرة الثقافة والسياحة، تطبيقها كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، لافتة النظر إلى أن الدورة الجديدة للمهرجان ستشمل تركيب كاميرات حرارية عند بوابات الدخول، ووضع علامات لتحديد مسافات التباعد الجسدي الآمنة التي يجب الالتزام بها عند البوابات ومنافذ البيع والممرات المؤدية إلى الأجنحة والساحات المقابلة لها التي ستقام عليها بعض الفعاليات الجماهيرية، بالإضافة إلى تعديل الطاقة الاستيعابية للمهرجان من جهة أعداد الجمهور والمعارض والفعاليات ومنافذ البيع، حيث سيستقبل المهرجان ما يتراوح بين 50 و80 ألف زائر يوميًّا، فيما يشترط الحجز المسبق لدخول المهرجان، أو من خلال الأكشاك الموجودة بالقرب من أبواب الدخول، وكل هذه الإجراءات هدفها الحفاظ على صحة الأفراد وسلامة المجتمع. ومما لا شك فيه أن مهرجان الشيخ زايد التراثي، ومن خلال دوره المهم في تعزيز الهوية الوطنية لدولة الإمارات، يهدف إلى تعزيز مشاعر الفخر والاعتزاز بالتراث وقيم المواطنة التي حرص المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على غرسها وترسيخها في نفوس أبناء الإمارات، كما أنه يسعى من خلال فتح أبوابه للثقافات الأخرى إلى نشر قيم التآلف والتعايش، ليمثل رافدًا جديدًا لتعزيز حقيقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي بالفعل ملتقى الحضارات. *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :