أكد عدد من المسؤولين والقيادات التعليمية في الدولة على الجاهزية التامة للانطلاقة نحو «الخمسين المقبلة»، بعزم وإرادة وإيجابية تعزز من تواصل مسيرة النهضة الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي انطلقت في العام 1971، وصولاً إلى تحقيق أهداف رؤية مئوية الإمارات 2071. جاء ذلك خلال فعاليات احتفال جائزة خليفة التربوية باليوم الوطني الـ 49 الذي نظمته الجائزة في مقرها بأبوظبي مساء أمس الأول تحت شعار «مستقبل التعليم.. للخمسين القادمة»، وحضرها معالي المهندس حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومحمد سالم الظاهري عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، وأمل العفيفي الأمين العام للجائزة، وعدد من القيادات التعليمية والأكاديمية وأولياء الأمور وأعضاء هيئات التدريس، وأقيمت الفعالية عن بُعد، التزاماً بالإجراءات الاحترازية. وتحدث في الفعالية كل من: عدنان حمد الحمادي عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس لجنة التعليم، وسعيد النظري المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، وعبدالله الكمالي المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، الدكتورة رنا تميم عميد كلية التربية بجامعة زايد، والدكتور طارق العامري مدير إدارة التراخيص وامتثال التعليم بدائرة التعليم والمعرفة، الدكتورة فاطمة المازم مدير مجلس بقطاع العمليات المدرسية بوزارة التربية والتعليم، وأدار الفعالية الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية للجائزة. وفي بداية الفعالية رحبت أمل العفيفي بمعالي وزير التربية والتعليم والمتحدثين وحضور الفعالية، مؤكدة على أهمية هذه الفعالية التي تأتي تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 49، والتي نستشرف من خلالها آفاقاً واسعة لنهضة تعليمية في «الخمسين المقبلة» تحت رعاية قيادتنا الرشيدة. وحدة المصير استهل معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم كلمته الافتتاحية بالترحيب بالمجتمعين، قائلاً:«أنتهز هذه الفرصة لأرفع إلى مقام القيادة الرشيدة أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني، وأهنئ أبناء الشعب الإماراتي الكريم، بيومهم الوطني العزيز على قلوبنا والذي شكل تجربة عالمية متفردة في الإيمان بوحدة المصير، بتأسيس اتحاد دولة الإمارات على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه». وقال معاليه: إن ملف التعليم، يظل الشغل الشاغل لنا على مستوى الوطن بأفراده ومؤسساته وهيئاته وقطاعاته التربوية، ويشهد حراكاً مستمراً بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة التي وفرت له كل مسوغات التمكين والتطوير، وهذا الملف الحيوي يشكل أولوية وطنية، كونه بمثابة العمود الفقري لمتطلبات النهضة المعرفية والتنمية المستدامة التي تتطلع إليها دولة الإمارات. وأضاف معالي وزير التربية والتعليم أنه تم وضع سيناريوهات تعليمية تتناسب مع التوجهات المستقبلية للدولة، آخذين في الاعتبار نقاط القوة والضعف، والتحديات الراهنة، والفرص والمخاطر المستقبلية، وبناء على المحركات والموجهات المستقبلية، كما تم تحديد تصور حالي وأهداف استراتيجية لتحقيق مخرجات نوعية، وتطبيق معايير الجودة ضمن نظامنا التعليمي. وعبر عن شكره للقائمين على جائزة خليفة التربوية، على هذا الاهتمام، ودور الجائزة المؤثر على مدى سنوات طويلة في تكريس الابتكار والإبداع المعرفي من خلال أهدافها القيمة التي تسعى لتحقيق الاستدامة في قطاع التعليم. نجاح التعلم عن بُعد ومن جانبه أكد محمد سالم الظاهري أن منظومة التعليم في دولة الإمارات شكلت على مدى نصف قرن ركيزة أساسية في نهضة وتقدم دولة الاتحاد، حيث نجح التعليم في ترجمة توجيهات القائد المؤسس «طيب الله ثراه» في بناء الإنسان المعتز بوطنه والفخور بإرثه الحضاري، والمتطلع دائماً لمواكبة التقدم العلمي الذي يشهده العصر، وهو نهج تواصل السير عليه قيادتنا الرشيدة. ومن جانبه أكد الدكتور خالد العبري على أهمية هذه الفعالية لما تمثله من عصف ذهني لرسم ملامح المستقبل لـ «الخمسين المقبلة». مطلوب تشريع ومن جانبه أشار عدنان حمد إلى أن هناك الكثير من المستهدفات التي يجب على قطاع التعليم تحقيقها خلال الخمسين عاماً القادمة من خلال العمل على توفر الإمكانيات التكنولوجية والبنية التحتية الملائمة لتحقيقها، وهذا ما قررته وزارة التربية والتعليم من خلال تطبيق نظام «التعليم الهجين» بنسبة 70 % تعليماً مباشراً و30 % تعليماً (عن بعد)، وهو من أنواع التعليم التي تسعى من خلالها المنظومة التعليمية إلى تحقيق الاستدامة والتناغم مع رؤية الوزارة المستقبلية ومئوية الإمارات 2071، واضعين نصب أعيننا إكمال مرحلة التأسيس التي وضعها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في ترسيخ القيم والعادات والتقاليد والسنع وغيرها من الفضائل وعززها بالتعليم، على أن يقدم هذا النوع من التعليم فرصاً تعليمية وتدريبية ومنصات تعتمد على المتعلم نفسه، دون التقيد بمكان وزمان معينين ولتحقيق ذلك، لا بد من استصدار تشريع أو قانون لاعتماد أو تطبيق معايير واضحة للدراسة عن بعد تكون قابلة للتطبيق. الشباب ركيزة التنمية وقال سعيد النظري: إن الشباب كان ولا يزال الركيزة الأساسية في مسيرة التنمية التي حققتها دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية، واليوم تراهن قيادتنا الرشيدة على أفكار شباب الإمارات وإبداعاتهم وسواعدهم للمضي نحو مستقبل أفضل في الخمسين عاماً المقبلة. تحديث نظم التعليم ومن جانبها قالت الدكتور رنا تميم: تمكنت الجامعات من التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بُعد بشكل سريع، ومن الضروري تحضير المنظومة المناسبة للتعليم العالي ما بعد الجائحة وتصور نظام التعليم العالي لتحقيق أقصى استفادة من التغيير الذي طرأ علينا، وما تمليه علينا نتائج الأبحاث في مجال تكنولوجيا التعليم والتعليم عن بُعد. محرك للتنمية من جانبها أكدت الدكتورة فاطمة المازم: على أن التعليم يمثل محركاً أساسياً للتنمية الوطنية منذ انطلاق دولة الاتحاد، وقد شكل إحدى الركائز الأساسية لنهضة الوطن وبناء الإنسان المعتز بهويته، والفخور بإرثه الحضاري والمتطلع دائما لمواكبة العصر والتفاعل مع ما يشهده من تطور علمي وتقني. رعاية أصحاب الهمم وتطرق عبدالله الكمالي إلى جهود مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ودورها في ترجمة ما يحظى به أصحاب الهمم من رعاية واهتمام من قبل القيادة الرشيدة، وبالقياس على وتيرة التطور المتسارعة والهائلة لمختلف جوانب الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الخمسين سنة الماضية، وبحسب ما حدث من ثورة في علوم التأهيل لأصحاب الهمم على المستوى العالمي في الفترة ذاتها، فإننا يمكننا استشراف مستقبل مشرق لخدمات أصحاب الهمم، من حيث تطور خدمات الكشف المبكر والرعاية الصحية وزراعة الأعضاء، وخدمات التأهيل والتدريب والتعليم والتكنولوجيا المساعدة والأجهزة الداعمة والأطراف الصناعية ومختلف خدمات أصحاب الهمم. تحديات المستقبل وتحدث الدكتور طارق العامري عن أهمية مشاركة مختلف فئات المجتمع في الاستعداد لـ «الخمسين القادمة» قائلاً: نحن في دائرة التعليم والمعرفة، تتمثّل مهمتنا الأبرز في بناء كفاءات طلبة اليوم لتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل، وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تتيح لهم تلبية متطلبات سوق العمل، والذي سيشهد صعود وظائف جديدة. وتنسجم استراتيجيتنا للاستعداد للخمسين مع هذه الرسالة؛ إذ نواصل العمل على تطوير خدمات التعليم في المراحل المبكرة والمتوسطة بعيداً عن النماذج التقليدية.
مشاركة :