لا ينكر أحد منا أنه يوجد بيننا في هذا المجتمع من دخل تخصصا جامعيا لا يرغبه، وليس له صلة مطلقا بميوله ومهاراته، ولكن مجرد وجود شهادة جامعية بين يديه كما يقال «تحميه من نكبات الزمن وتكون لوقت الحاجة» ومن ثم يمارس حياته العملية بالموهبة والمهارة التي يحبها، مستندا على شهادة جامعية مختلفة عن مهارته، وهم كثر بيننا.الشهادة والموهبة، كلمتان لا تستغنى إحداهما عن الأخرى، وباجتماعهما قد تحققان لك النجاح الذي تطمح إليه، حيث إن في بيئة العمل تحتاج للموهبة والشهادة لتحقيق النجاح.وفي الحياة أمثلة كثيرة على ذلك، فالمخترعون لم يتركوا الدراسة والتفتوا لاختراعاتهم، بل درسوا ومارسوا موهبتهم معا، وآخرون درسوا تخصصا لا لا صلة له بموهبتهم، ومن ثم تأكدوا من موهبتهم وأعادوا دراسة الجامعة في نفس التخصص الذي يحبونه، حتى يكونوا ملمين بكل الجوانب.إن الاعتماد على المهارة والموهبة في التوظيف لا يغني -بلا شك- عن الخبرات والمؤهلات العلمية، ولكنه في الكثير من الوظائف يعد أكثر مصداقية في تحديد مدى كفاءة المتقدم للوظيفة.وأن اختيار الكفاءات المناسبة التي تساهم في دفع عجلة التنمية لا تعتمد فقط على المؤهلات العلمية فقط، لأن تلك المؤهلات تفتقد للخبرة العملية، فلا بد من الدمج بين «المؤهل والخبرة» ليكون شغل الوظائف بشكل عام بناء على مهارات القيادة والخبرة في مجال الوظيفة المطلوبة مع المؤهلات العلمية، وذلك بهدف زيادة الفرص وفتح المجال أمام الكفاءات الوطنية، كي تبدع وتبتكر في العمل، ومن ثم تتحقق المصلحة الوطنية، كما أن الدورات المستمرة التي يحصل عليها الشخص ستطور من مهاراته، وتساعده في صقل الموهبة، وتكون سندا للشهادة العلمية.أخيرا، من يملك شروط النجاح، هو الذي يجمع بين الموهبة والشهادة، وكما يقال «صاحب الموهبة يقتل موهبته إذا اكتفى بالتغزل بها أمام المرآة دون شهادة وجدية بالعمل».
مشاركة :