سريان عبدالحميد المحادين طالب إعلام / جامعة البحرين مجال الإعلام هو مجال للعمل خارج حدود المألوف، دون التقيد بشهادات تؤكد وتبرهن على مدى قدرتك على إنتاج عمل إعلامي ناجح، وفي هذا الإطار جاء هذا التحقيق الصحفي فيما يخص العمل في مجال الإعلام لدارسيه والمختصين فيه ومن جانب آخر لمن يعملون فيه تبعًا لموهبتهم وقدراتهم. والسؤال الذي طرحناه في هذا التحقيق: هل العمل الإعلامي يختلف باختلاف مهارات وقدرات العاملين عليه؟ أكد محمد عسكر - طالب إعلام - الى أن الأفضلية في العمل الإعلامي هي لدارسيه، وذكر قائلاً: يعتقد البعض أن الموهبة الإعلامية هي ملكة تكون لدى الشخص بالفطرة، لذا يتجه المعظم لتخصصات أخرى ويمتهنون بعد ذلك الإعلام المقروء، المسموع، أو المرئي، بالنسبة لي فقد اخترت تخصص الإعلام إيمانًا بأهمية البناء الأكاديمي لكل ما يتعلق بهذه المهنة، فالإعلام ليس كتابة خبر وإلقاء نشرة فحسب! بل هو أعمق من ذلك بكثير. وتابع كثيرًا ما نسمع عن أشخاص درسوا المحاماة أو الهندسة مثلا وبعدها امتهنوا الإعلام حتى يومنا هذا، ولكن تبقى معرفتهم بمدارك المهنة سطحية، على عكس أولئك الذين درسوا المهنة قبل كل شيء، مواصلاً ولكني أرى بأنه من غير الإنصاف أن نهاجم كل إعلامي لم يختر الإعلام كتخصص له، فالمجال مفتوح للجميع، وهنا تبرز المواهب الحقيقية في ظل منافسة شريفة نحو تطوير العمل الإعلامي المحلي، وحتى لو قدمت الدورات التدريبية لهم، يبقى الشخص الذي قضى كل حياته الجامعية مع الإعلام أكثر دراية وخبرة من شخص قضى حياته الجامعية في دراسة ما لا يهوى. في حين أكدت الطالبة فرح الفرح - طالبة إعلام في جامعة البحرين - أنه لا يكفي أن يكون الشخص موهوبًا فحسب، بل لا بد أن يكتسب مهارات إعلامية معينة تساعده على صقل موهبته الإعلامية أو حتى اكتشافها، وأضافت لا يمكن لأي شخص أن يكتسب هذه المهارات إلا عن طريق الدراسة والعلم ومن ثم التطبيق على أرض الواقع فكيف يمكن أن يطبق مباشرة دون تعلمه للأساسيات التي بدورها تفيده بشكل كبير في مجال عمله. وشددت الفرح على ضرورة الوعي بأهمية دراسة تخصص الإعلام وعدم الاكتفاء بوجود الموهبة لدى الشخص، نظرًا إلى أن الشخص المتعلم سيكتسب مهارات متعددة في مجالات متنوعة ستساعده على اكتشاف ذاته وتطوير مهاراته وبالتالي معرفة ميوله والجوانب الأنسب له، بعكس الموهوب الذي يمارس الإعلام نتيجة موهبة فقط فهو لن يكون إنسانًا واعيًا بمدى أهمية الإعلام وملمًا بجميع جوانبه ولن يحظى بفرص اكتساب مهارات مختلفة. وترى الطالبة فرح أن معظم الجامعات التي تقوم بتدريس تخصص الإعلام وبالأخص جامعة البحرين تقوم بتدريسه بطريقة حرفية، مشيرة إلى أن جامعة البحرين تركز على الجوانب التطبيقية ولا تكتفي بالجوانب النظرية، فهي تعي أهمية تعليم طلابها كافة المجالات كالتصوير، الكتابة، التحرير، الإخراج، المونتاج، والتصميم وغيرها. أما محمود يوسف شريف فقال إن عدم دراسته في مجال الإعلام لم يكن عائقًا أمام تفوقه وإتقانه لعمله كمخرج منفذ بوزارة الإعلام، وفي ذات الوقت أظهر موافقته للرأي العام بأن دراسة الإعلام والتخصص فيه يعطي الإعلامي جاهزية أكبر لدخول هذا المجال ويمنحه الثقة لكونه على دراية ومعرفة بالإعلام من الجانب النظري، لكن هذا لا ينقص ولا يقلل من كفاءة وقدرة الإعلامي غير الدارس للإعلام كتخصص. وأضاف أن الخبرة التي اكتسبها طيلة فترة عمله في الوزارة هي حتمًا أهم لعمله ولتطوره كإعلامي يمارس المهنة، مؤكدا أن الفجوة التي يزعم دارسو الإعلام وجودها بين ممارسيه وبينهم هي تدفن مع مزاولة المهنة ومع التعلم من خلال الملاحظة والتطبيق وهذا بالتأكيد أكثر فعالية، فالعمل الإعلامي الناجح يتطلب مهارة في الأداء وقدرة على تشكيل العمل وصياغته بالشكل المطلوب، ولإنجاز هذا لا يحتاج الإعلامي لشهادة إنما يحتاج ويستخدم الخبرة، التجربة والموهبة. وأكد محمود أن المشاكل التي تواجهه في عمله، يتغلب عليها ويتخطاها باستخدام خبرته كعامل مساعد لهذا، وأن إتقانه للعمل الذي يقوم به، ومشاركته وتعرضه للنقد هو كفيل بأن يطور مستواه الإعلامي. فيما نوهت هدى يحيى الخالدي - طالبة هندسة مدنية بجامعة البحرين - ان الإعلام لم يكن ضمن الأجندة المستقبلية لها، إلا أنه منذ التخرج من المرحلة الثانوية، وبسبب انخراطها في العديد من الأنشطة وعمل المجتمع المدني كلفت بمهام ذات طابع إعلامي، وتميزت بها حتى تدرجت في العمل الإعلامي لمدة 5 سنوات إلى أن أصبحت معدة ومذيعة في الإذاعة والتلفزيون. وقالت من قناعاتي الشخصية أرى أن الإعلام يتطلب الموهبة، وهي السبب الرئيسي في نجاح أي عامل في مجال الإعلام، رغم ان هذه الموهبة تشكل 5٪ من مكونات الشخص الإعلامي إذ يأتي بعدها الخبرة والاجتهاد والثقافة واللغة وأيضا الدراسة الأكاديمية.
مشاركة :