بات استشراف إرث السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد انقضاء ولايته، الشغل الشاغل حاليا للمعنيين بالقضايا التي يطالها هذا الإرث، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.فعلى مدار أربع سنوات، تفاخر ترامب بأنه الأكثر سخاء مع إسرائيل، فإدارته هي من اعترفت بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وهي من نقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.وبموازاة ذلك عملت على إضعاف الجانب الآخر بوقف التمويل والدعم المالي والإنساني للفلسطينيين، وبفرض عزلة سياسية من جانب واشنطن على السلطة الفلسطينية.ورغم ذلك تحاول الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو استثمار المدة المتبقية لإدارة ترامب، والتي تنتهي في يناير المقبل، لتحقيق جملة من المكاسب، في ظل عدم يقينها بتوجهات الرئيس الفائز في الانتخابات جو بايدن وإن وصفته بصديق إسرائيل. وفي هذا السياق، حذرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية مما وصفته بفاتورة السياسة المتهورة، التي قد يدفعها نتنياهو نتيجة حصر نفسه في زاوية حزبية أمريكية واحدة خلال ولاية ترامب. وتقول الصحيفة إن نتنياهو بات أمام رئيس أمريكي ديمقراطي وأغلبية ديمقراطية في مجلس النواب، وسيتعين عليه مواجهة الضرر الذي ألحقه في الأعوام الأخيرة بالارتماء في أحضان الجمهوريين.وبينما تسعى إدارة ترامب لاستغلال هامش الوقت الذي أمامها لتمكين إسرائيل من جملة من المكاسب، ينتظر الفلسطينيون ما ستأتي به إدارة بايدن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومدى قدرة الإدارة الجديدة للبيت الأبيض على تغيير دفة الأمور، التي مالت بقوة لصالح إسرائيل في السنوات الأربع الماضية.
مشاركة :