دبي - الوكالات: تثير تقارير أفادت بأنّ الولايات المتحدة تدرس تصنيف الحوثيين في اليمن «منظمة إرهابية» قلق المنظمات الإنسانية التي تحذّر من أن الخطوة ستعيق إيصال المساعدات وتدفع البلاد الغارقة في الحرب إلى المجاعة.ويبدو مسار تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران بندا رئيسيا على جدول أعمال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي جعلت من عزل طهران محور سياستها الإقليمية، قبل أسابيع قليلة من خروجها من البيت الأبيض. وأكد مسؤولون تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تضع الأسس تمهيدا لإعلان خطوتها ضد الجماعة الحوثية.وقال دبلوماسي غربي في الخليج مطّلع على ملف اليمن: «إذا تم تصنيفهم منظمة إرهابية فستكون لذلك عواقب كثيرة». وأوضح: «ستواجه دول عديدة مشاكل في التعامل معهم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية (السلام) برمّتها وعمل الأمم المتحدة كذلك».وقد يكون تأثير التصنيف على الحوثيين الذين يخضعون أصلا لعقوبات أمريكية محدودا، لكن اليمنيين العاديين سيدفعون بالتأكيد الثمن الأكبر وخصوصا في ظل التراجع الكبير في المساعدات هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد. وستؤثر تبعات القرار بشكل مباشر على مسار التواصل مع الحوثيين، وإدارة الضرائب، واستخدام النظام المصرفي، ودفع أجور العاملين الصحيين، وشراء الطعام والوقود، وخدمات الإنترنت وغيرها. وقال رئيس «المجلس النرويجي للاجئين» يان ايجلاند إن منظمته انضمّت إلى مجموعات إنسانية أخرى «في الإعراب عن القلق العميق إزاء احتمال خلق عقبات إضافية لا يمكن تجاوزها أمام تقديم المساعدات الحيوية في اليمن». وأضاف في بيان الخميس أنّه إذا مضت الولايات المتحدة قدما في هذه الخطوة فعليها إصدار «إعفاءات واضحة لا لبس فيها» من شأنها أن تسمح لعمّال الإغاثة بالعمل من دون خشية التداعيات القانونية. ورد الحوثيون بغضب على احتمال إدراج الولايات المتحدة حركتهم في قائمة «المنظمات الإرهابية»، معتبرين أنّ ترامب لا يملك الحق في ذلك بعد فشله في الفوز بولاية ثانية. في المقابل اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني في تغريدة يوم الأربعاء أنّ تصنيف الجماعة على أنها منظمة إرهابية «جزء من احترام المجتمع الدولي لمبادئ حقوق الإنسان والالتزام بصيانة الأمن والسلم الدوليين» ورد على «ممارساتها» بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.وتؤكد مصادر في الكونجرس الأمريكي أن القضية قيد النقاش، ولكنها لا تزال محل نزاع سياسي. ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن بلوغ مرحلة التصنيف بالفعل قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير.
مشاركة :