هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم

  • 8/17/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عباس المعيوف ما زال مسلسل الإرهاب الداعشي مستمراً في استباحة دماء الأبرياء، وما حدث من تفجير مسجد قوات الطوارئ في عسير يبرهن لنا أن الجميع مستهدف دون تمييز في هذا البلد، وبالتالي يتطلب منا نسيان خلافاتنا التى مزقتنا إلى فرق ومذاهب يقتل بعضنا بعضا، الخلاف بين الشيعة والسنة قائم إلى يوم القيامة، ووحدة الكلمة بين الطائفتين لا يعني الذوبان والاعتقاد بكل طرف بالآخر، دعونا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله. بلادنا تمر بمرحلة حرجة ومحاطة بدول تعج بالصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، ومرتع لتنظيم الدولة الإسلامية داعش كما تدعي، وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام وقيمه السمحة. في مقابلة مع قناة إم بي سي في يوم التفجير، ظهر الدكتور عائض القرني، وتحدث بكلام جميل، وهو مسلم غيور على وحدة الصف، وقال بالحرف الواحد: دعونا نبتعد عن خلافاتنا. ما وقع في عسير من الأيادي الآثمة هي نفس اليد التي ضربت التفجيرات الأخيرة في المملكة، من تفجير مسجد العنود ومسجد القديح والدالوة، مروراً ما أصاب مسجد الصوابر في الكويت. فهم أثبتوا لنا أنهم لا يفرقون بين أحد يختلف معهم في الفكر والثقافة. كلهم مستباح في نظرهم، وبالتالي علينا أن نكون يدا واحدة لمواجهة الإرهاب. وبالمقابل جاء الرد سريعاً من الطرف الشيعي ممثلاً في جمع من رجال الدين من الأحساء، في بيان استنكار وشجب لزهق نفوس بريئة ذهبت للصلاة فوقع فيهم ما وقع. وهذا ليس مستغرباً على أهل الأحساء فهم معروفون بمواقفهم النبيلة تجاه الدولة ورفضهم القاطع لكل أشكال العنف. كيف لا وهم من رواد السلم الأهلي على مستوى المنطقة. كما جاء التفاعل والاستجابة سريعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر، بالإدانة عبر هشتاق تفجير مسجد عسير وتفجير مسجد الطوارئ، وقد أكدنا عبر حسابنا أن الإرهاب لا دين له ولا يعرف أبيض ولا أسود، ولعنة الله على كل إرهابي لا يراعي حرمة مساجد الله ودماء الأبرياء. اللهم ارحم شهداء الوطن. فالوطن غال يمرض ولكن لا يموت. بلادي أقوى منكم أيها التكفيريون. واقعاً، هؤلاء الإرهابيون لا يمثلون إلا أنفسهم، ومن الخطأ وصف أبناء السنة بأنهم أبناء هذه الثقافة المتطرفة، هؤلاء فهموا النصوص الدينية بشكل منحرف، يدعو للقتل من أجل قيام دولة في نظرهم القاصر دولة إسلامية. نؤكد ونكرر أن الدولة قوية بشعبها، والمواطن هو رجل الأمن الأول، وبالتعاون مع الجهات الأمنية نتحد ضد كل العابثين بأمن البلاد والعباد.

مشاركة :