إيران تعبث بالعراق .. وسنوات حكم المالكي الأسوأ

  • 8/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش العراق اليوم عدّة حروب على جبهات مختلفة، الإرهاب أبرزها ولكنه ليس المعركة الوحيدة، حيث يواجه حربًا أشد ضراوة مع الفساد فضلا عن معركة توفير الخدمات للمواطنين الذين خرجوا مؤخرا في مظاهرات مليونية تطالب بإصلاح أوضاعهم المعيشية المتردية . وفي الحوار التالي لـ»المدينة» يؤكد السياسي العراقي البارز والقيادي الدكتور سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي ووزير الدفاع الأسبق، أن الفساد يعتبر المعركة الأكثر إلحاحا وأولوية من معركة الارهاب نفسه، خاصة أن تنظيم «داعش» الارهابي ما كان ليتمدد ويسيطر على محافظات بأكملها لولا أنه وجد من يساعده من الفاسدين، مؤكدا على الدور السلبي الذي لعبته إيران في العراق وأدّت إلى وصوله لما وصل إليه الآن، وأكد أن الإصلاح الحقيقي في العراق يجب أن يقوم على أساس تشكيل حكومة إصلاح تقوم على المواطنة والكفاءة وتنسف المحاصصة الطائفية المقيتة. وأشاد «الزوبعي» بالدور الذي يقوم به التحالف العربي في اليمن، مؤكدًا على ضرورة استمرار دوره لحل الأزمات في المنطقة.. فإلى نص الحوار: - كيف ترى الأوضاع السياسية والأمنية التي يعيشها العراق؟ العراق يواجه تحديات أكبرها ما يجري على الساحة الأمنية، وتحديدًا تمدد الإرهاب وتنامي تنظيم «داعش» في محافظات كثيرة، وما زاد من الأزمة وترتب على الإرهاب هو التهجير القسري للناس في هذه المحافظات. وبالإضافة للإرهاب يواجه العراق مشكلة سياسية هي سيطرة الأحزاب القائمة على الدين والمذهب والطائفية والقومية، مما جعل الجميع في صراع ومناكفات مستمرة، وأدى إلى الاعتماد على نظام المحاصصة الطائفية المقيتة التي انعكست على تشكيل كافة المؤسسات وخاصة الامنية مما كان له دور في إضعاف هذه المؤسسة وتقدم تنظيم «داعش». كما أن وجود عدد من الميليشيات التابعة للأحزاب ساهم في تعقيد المشهد السياسي. بداية الإصلاح - هل هناك جديد اليوم في هذه الأوضاع المستمرة بالفعل منذ سنوات؟ نعم، الوضع السياسي في العراق به حراك بعد خروج مظاهرات مليونية في جميع أنحاء البلاد وخاصة محافظات الجنوب الناقمة على الطائفية وتردي الخدمات والأمن والتهميش، وهو ما أدى إلى الدعوة للإصلاح ومحاربة الفساد، واستجابت الحكومة بطرح حزمة الإصلاح، كما أن المرجعية الدينية دعت إلى ضرب الفساد بيد من حديد وتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة الفاسدين. وتم إزاحة العديد من الشخصيات من نواب الرئيس ورئيس الوزراء مثل نوري المالكي واياد علاوي واسامي النجيفي وصالح المطلك وبهاء الأعرجي وروزنوري شاويس من الجانب الكردي. كما أن رئيس البرلمان سليم الجبوري طرح هو الآخر ورقة إصلاح تتعلق بالبرلمان بدءا بنائبيه والنواب المتغيبين بالإضافة إلى مسائل أخرى. وقد أيد الشعب إجمالا هذه الاصلاحات، وننتظر الاصلاح الحقيقي وهو تشكيل حكومة جديدة قائمة على الكفاءة والمواطنة، واليوم رئيس الوزراء حيدر العبادي لديه شعبية كبيرة ويمكن ان يشكل حكومة كفاءات، وشبح الطائفية اليوم في أقل صوره والشعب في أقوى درجات التلاحم، وهناك ارتياح جماهيري أكثر، ورفض شعبي للأحزاب سبب الطائفية والارهاب وضياع المشروع الوطني ومفهوم المواطنة. الفساد وإرهاب «داعش» - كيف ترى مصير ورقة الإصلاح التي طرحها رئيس الوزراء العراقي مؤخرًا؟ تواجه تحديات، ولكن تصويت البرلمان بالكامل وبالإجماع على حزمة الإصلاح دليل على ان البرلمان لا يمكن ان يواجه مطالب الجماهير وتوصيات المرجعيات الدينية، وحتى الان الأمور تبشر بخير. - هل مكافحة الفساد كانت أكثر إلحاحا أولوية من الانتصار في معركة الارهاب؟ الفساد أخطر من الارهاب في العراق، لأنه لولا الفساد والصفقات المشبوهة لما استطاع الارهاب ان يتمدد، وتسقط محافظات بكاملها؛ فالفساد هو آفة البلد، والارهاب لا ينمو الا في بيئة الفساد. تقسيم العراق - كيف ترى التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان الأمريكي حول أن تقسيم العراق قد يكون هو الحل الوحيد؟ تقسيم العراق هو مشروع أمريكي صرح به نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ الايام الاولى لاحتلال العراق في 2003، وما ساعد على هذا الاتجاه أن النخبة السياسية الحاكمة والمشروع السياسي الطائفي في العراقي كان يدفع باتجاه المشروع . وبالتأكيد هناك رفض شعبي كامل لهذا التصريح الأمريكي، ومن يدعمه هم سماسرة وأذناب الاحتلال والطائفيين الذين يخضعون لأجندات طائفية، ومن جاءوا بالمحتل إلى العراق. وأعتقد أن عملية الإصلاح سوف تغيّر كل المعادلة السياسية في العراق، وهناك جدية لتحقيقها وليس فقط محاولة لامتصاص غضب الناس، ومن ثم أعتقد أن تشكيل حكومة جديدة للإصلاح بعيدا عن المحاصصة ضرورة، لضرب مشروع التقسيم. ودلالة توقيت هذا التصريح واضحة جدا وهو أنه يتزامن مع مبادرة ومساعي الإصلاح والتغلب على الطائفية، وبالتالي ظهور هذا التصريح يعدّ محاولة للعودة مجددًا لما قبل اصدار ورقة الإصلاح، وأعداء العراق وجدوا أن هناك صحوة كبيرة للإصلاح السياسي وسحب الثقة من كثير من الرؤوس الطائفية التي كانت سبب خراب العراق، وبالتالي فإن أفضل رد على هذا التصريح هو تحقيق الإصلاح الحقيقي. أوضاع السنة - كيف ترى أوضاع السّنة في العراق وما تعرضوا له من ظلم وتهميش؟ المنظومة السياسية السّنية ونخبتها تتحمّل مسؤولية كل ما وقع عليها، وكان يجب انسحابهم من العملية السياسية كما فعلت أنا في 2008، حينما كنت نائبًا لرئيس الوزراء؛ لأنه لم يكن هناك نظام سياسي محترم في العراق. - إلى أي مدى إيران ضالعة فيما يجري في العراق؟ إيران لها نفوذ كبير في العراق من خلال أذرع عسكرية وميلشيات تدعمها وهذا الامر ليس بخافٍ على أحد، ونحن لا نريد أن نضع جدارًا بيننا وبينها، ولكن نريد بناء علاقة محترمة معها، ومن في المسؤولية لم يحققوا العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل. وإيران تبحث عن مصالحها في وسط الأزمات ولعبت دورًا سلبيًا ولا تزال تلعبه، ولكن نحن نعتب على الطبقة السياسية العراقية التي لم تحصن نفسها ضد التدخلات الخارجية. الحشد الشعبي - فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب كيف ترى دور الحشد الشعبي؟ الشعب العراقي يقدم تضحيات كبيرة لمواجهة الإرهاب، ولكنا لسنا راضين عن أداء الحشد الشعبي، وهو من حيث المفهوم العام كان لمواجهة هزيمة الجيش، وقدم تضحيات كبيرة لمواجهة «داعش»، وحين يسود الشحن الطائفي، كان يجب أن نقوم بالحماية الذاتية للمناطق، بمعنى أن أهل كل منطقة يقومون بحمايتها وتحريرها لمنع إثارة الصراع الطائفي. والحشد الشعبي ارتكب ممارسات خاطئة و هناك أجندات طائفية خطيرة. - كيف تتابعون عمليات التحالف العربي لحل الأزمة في اليمن؟ المنظومة السياسية العربية عانت لعقود من الزمن من عجز خطير، وهذا التحالف أعاد هذه الأمة إلى الفعل مجددا، ولكنه جاء متأخرًا، ولكن مجيئه كان ضروريًا .. وأن تأتي متأخرًا خير من ألاّ تأتي. ونحن نرفض تمرّد الحوثيين على الدولة، والعملية العسكرية انقذت اليمن من الوقوع في فخّ مشروع إقليمي، وهذا التحرك يجب أن يستمر لحل كافة الأزمات في المنطقة. - بوجهة نظرك إلى أي مدى يمكن أن تساهم الدول العربية وعلى رأسها المملكة ومصر في مساعدة العراق على الخروج من محنته؟ ليس من مصلحة السعودية ولا مصر أن لاتساعد العراق على الخروج من محنته، أو أن تقف مكتوفة الأيدي؛ لأن انهيار العراق سوف يضرّ بأمن الخليج ومصر. - كيف ترى تورّط رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في وصول العراق لما وصل إليه وإلى أي مدى لا يزال يمارس هذا الدور حاليًا؟ بالتأكيد «المالكي» حكم العراق 8 سنوات وهي من أسوأ الحقب التاريخية التي شهدها العراق من كل النواحي.

مشاركة :