قبل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين المرتقبة بشكل افتراضي يومي 21 و22 نوفمبر، دعا قادة وخبراء عالميون إلى التعددية التي باتت هناك حاجة ماسة إليها خاصة في فترة تفشي جائحة كوفيد-19. وتحت عنوان "اغتنام فرص القرن الــ21 للجميع"، تسعى قمة قادة مجموعة العشرين لهذا العام إلى "تعميق التعاون العالمي"، حسبما جاء في بيان لمجموعة العشرين. ومنذ مطلع العام الجاري، قامت دول مجموعة العشرين بمواجهة التحديات الناجمة عن الجائحة بالتعاون والتضامن، وحققت نتائج إيجابية ملموسة في المجالات المتعلقة باللقاح وتنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والتعامل مع ديون الدول النامية والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي وحركة الأفراد. وفي مارس الماضي، انعقدت القمة الاستثنائية لقادة المجموعة بشكل ناجح، الأمر الذي عزز ثقة دول العالم وأوضح لها الاتجاه في مكافحة الجائحة، وحظيت بتقدير كبير من المجتمع الدولي. في الوقت الحالي، ما زالت الجائحة تتفشى في العالم بشكل خطير، وتأتي الموجة الثانية بصورة شرسة، الأمر الذي جعل المهام أصعب في احتواء الجائحة وضمان معيشة الشعب وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. ويعلق العالم آمالا على مجموعة العشرين باعتبارها منبرا مهما لمواجهة الأزمات العالمية ومنتدى رئيسيا للتعاون الاقتصادي الدولي، لإعادة إطلاق الأصوات الداعية إلى التعددية والتضامن والتساند وروح الفريق الواحد، بما يحشد الجهود العالمية لمواجهة الجائحة وإنعاش وإعادة إعمار الاقتصاد العالمي، ويقود تيارا يتماشى مع تطور العصر، ويحدد اتجاها يتفق مع التقدم التاريخي، حسبما قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مقابلة مع صحيفة ((الشرق الأوسط)) مؤخرا. وأكد وانغ أنه في ظل هذه الظروف، يتابع المجتمع الدولي بكل اهتمام قمة الرياض، آملا في أن تبعث القمة رسالة إيجابية وتتوصل إلى رؤية عملية للتعاون في هذه القمة. في الوقت نفسه، بدأ جميع الأطراف إعادة التفكير المعمق في أوجه القصور ونقاط الضعف التي كشفتها الجائحة في منظومة الحوكمة العالمية، وتتطلع للتوصل إلى حل في هذه القمة بشأن إصلاح الحوكمة العالمية في "عصر ما بعد الجائحة". وتهتم الصين بالالتزام بتنفيذ تعددية الأطراف واستكمال الحوكمة العالمية والالتزام بمفهوم "الحياة أولا" وإقامة مجتمع مشترك تتوفر فيه الصحة للجميع، وتعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وتدعيم انتعاش الاقتصاد العالمي، حيث أشار الوزير إلى ضرورة وضع التنمية في المكانة المحورية للتعاون الدولي والاهتمام بالصعوبات التي تواجهها الدول النامية. وفي نفس السياق، قال فولكر تشابكي، الرئيس الفخري للجمعية البروسية في ألمانيا، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "علينا جميعا أن نتقبل أن لدينا جميعا فرصة جيدة واحدة فقط للتعامل مع جميع مشكلاتنا الحالية، وعلينا أن نبقى معا"، مضيفا أن الجائحة الحالية تعد مثالا حيا على مدى أهمية الإجراءات متعددة الأطراف في مثل هذه الأزمة ومتوقعا أن تنقل القمة القادمة هذه الرسالة مرة أخرى. وأشار تشابكي إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والمسؤولين الصينيين دعوا بشكل مشترك في مناسبات عدة إلى دعم التعددية، وهذا هو الحل الوحيد لهذه الأوقات العصيبة. وقال تشابكي إن الصين وأوروبا قدمتا مثالا جيدا على الدعم المتبادل من خلال إرسال معدات طبية لبعضهما البعض وتبادل الخبرات في أصعب الأوقات أثناء مكافحة الجائحة. ومن جانبه، ذكر جيم أونيل، رئيس مؤسسة ((تشاثام هاوس)) البحثية ومقرها لندن، أن حماية التعددية في هذا الوقت الصعب وسط جائحة فيروس كورونا الجديد أمر "مهم للغاية"، مشيرا إلى ضرورة قيام الدول بتعزيز جهودها لتطوير علاجات ولقاحات. أما جاري ميلار نائب عمدة ليفربول، فذكر لـ((شينخوا)) خلال مقابلة أجريت معه في وقت سابق "نحن بحاجة إلى تنحية الخلافات والتصورات السياسية جانبا"، مضيفا بقوله "والشروع في حوار صحي". وقال ميلار "أتفق بأن هناك في جميع أنحاء العالم اختلافات في الطريقة التي نعيش ونتنفس بها في بلداننا، لكن كوفيد-19 هو جائحة عالمية تؤثر على جميع القارات. نحن بحاجة إلى أن نكون حلفاء في مكافحة الفيروس وأن نتعلم من بعضنا البعض".
مشاركة :