قال لويجي ماتيولو، المستشار الدبلوماسي البارز لرئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، يوم الثلاثاء، إن قمة قادة مجموعة العشرين القادمة ستركز بشكل واسع على ثلاثة مجالات رئيسية: تغير المناخ والصحة والانتعاش الاقتصادي العالمي. وفي حديثه إلى المراسلين عبر الفيديو، قال ماتيولو إن المناقشات حول تغير المناخ ستقيم التقدم المحرز في الفترة التي سبقت مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ (كوب26) الذي سيعقد في اسكتلندا، بينما ستركز المفاوضات المتعلقة بمجال الصحة على قضايا مثل توزيع لقاحات كوفيد-19 وسبل تحسين التأهب للأوبئة. ووفقا لماتيولو، فإن المفاوضين سيتناولون أيضا كيفية تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي بعد الوباء وجعل النمو الاقتصادي أكثر استدامة. وتهدف قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد في نهاية هذا الأسبوع، إلى المساعدة في مواجهة الأزمات العالمية، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا، وتقييم الوضع في أفغانستان بعد سقوط الحكومة هناك. كما توجد المحادثات الوزارية طويلة الأمد حول المالية والعمل والتعليم والشؤون الخارجية والتنمية وحماية البيئة والطاقة والثقافة والتجارة والزراعة على جدول أعمال القمة. وكانت أبرز ما ركزت عليه الاجتماعات الوزارية هذا العام الإصلاح الضريبي الدولي في القمة المالية، والمساواة بين الجنسين في محادثات العمل، والمفاوضات حول التعليم بما في ذلك آثار الوباء على أنظمة التعليم، والمناقشات حول البيئة والطاقة استعدادا لقمة كوب26 القادمة. واختتمت كل واحدة من سلسلة المحادثات التي عقدت في وقت سابق من العام بإعلان نهائي سيتم تقديمه رسميا إلى رؤساء الدول والحكومات لاعتماده. وقال أنطونيو فيلافرانكا، منسق الأبحاث ورئيس البرنامج الأوروبي في معهد الدراسات السياسية الدولية، إن "الدور الأساسي للقمة الرئيسية سيكون مراجعة واعتماد النتائج التي توصلت إليها العديد من مجموعات العمل وفرق العمل والاجتماعات الوزارية"، مضيفا لوكالة أنباء ((شينخوا)): "في روما، سيقيم القادة ما تم إنجازه وما الذي يمكن فعله". ووفقا لفيلافرانكا، فإن إحدى القضايا التي لم يتم البت فيها هي ما إذا كان القادة سيدعون إلى كبح أو إلغاء الحوافز التي تدعم استخدام الوقود الأحفوري في دول مجموعة العشرين. وسيكون هذا القرار مهما لأن الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تمثل حوالي 80 بالمائة من جملة مستخدمي الطاقة الأولية في العالم، وفقا لتقرير المعهد. وفي حال وافق القادة على تقليل حوافز الوقود الأحفوري، فسيقدم ذلك أيضا دفعة لمفاوضات المناخ قبل مفاوضات مؤتمر كوب26، والتي ستبدأ مع اختتام قمة قادة مجموعة العشرين. لكن وفقا لرافائيل مارشيتي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لويس في روما، لا ينبغي قياس فعالية مجموعة العشرين من خلال قدرتها على اتخاذ القرارات. وقال مارشيتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الطريقة الصحيحة للنظر إلى مجموعة العشرين هي كمنتدى للمحادثات بين قادة العالم حول مواضيع مهمة. إنها ليست بالضرورة هيئة لاتخاذ القرارات الرئيسية. لكن هذه القرارات يمكن أن تنبثق من المناقشات في سياق مجموعة العشرين". وأضاف مارشيتي "المنتديات الأخرى مثل الأمم المتحدة أو منظمة الصحة العالمية أو منظمة التجارة العالمية كبيرى للغاية بحيث يصعب عليها أن تركز على ذلك، كما أن مجموعة السبع ضيقة للغاية وتهيمن عليها الدول الغربية". واختتم بقوله "لكن مجموعة العشرين تضم قوى شرقية وغربية على حد سواء وفي معظم المجالات، هي أفضل منتدى تنخرط فيه كل القوى الكبرى -- الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي".
مشاركة :