على مدى (يومين) تركزت أنظار العالم صوب الرياض التي حظيت قمتها التاريخية على مستوى قادة مجموعة العشرين بأهمية بالغة، وتأييد وارتياح دولي للنتائج الإيجابية التي استطاعت السعودية أن تضمنها للعالم، خلال رئاستها لأعمال الدورة الخامسة عشرة التي مرَّت بظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، وشكلت مخاوف كبيرة حول مستقبل تحالف الدول الأغنى المسيطرة على الاقتصاد العالمي في ظل تلك الصعوبات التي واجهت العالم، ولكن السعودية بثقلها وبفضل ما تمتلكه من قدرات غير عادية، نجحت في العبور بأعمال المجموعة الأهم والأكثر تأثيراً على الاقتصاد إلى برِّ الأمان، وحصول توافق وتكامل دولي لافت لناحية تأييد نتائج القمة، وتوحيد الرؤى والأهداف من أجل تجاوز الجائحة وآثارها. نجاح قمة الرياض يعكس المكانة الكبيرة والاحترام الرفيع الذي يحظى به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على الصعيد الدولي والعالمي، بتفاعل رؤساء الدول والبعثات مع جدول أعمال القمة التي تعقد (عن بُعد) بسبب جائحة كورونا للمرة الثانية في تاريخيها تحت رئاسة السعودية، فهذا التفاعل والانسجام والتوافق العالمي يؤكد أهمية العمل المشترك وتوحيد الجهود العالمية لمواجهة التحديات بقدرات وإمكانات أكبر، كما أنَّ إشادة رؤساء الدول والهيئات والمحللين والمراقبين بالجهود السعودية الكبيرة المبذولة، وتطلع بعضهم لزيارة المملكة فور انقضاء الجائحة للتعرف على الفُرص الاقتصادية السانحة، وثقتهم الكبيرة في الاقتصاد السعودي ومشاريع رؤية المملكة 2030، دليل آخر على أنَّ قمة الـG20 حققت أهدافها الطموحة بكل نجاح على أكثر من صعيد داخلي ودولي، فتغلب المملكة على كل الظروف والتحديات التي واجهت النسخة الحالية من أعمال المجموعة، وتطويعها من أجل خدمة الشعوب والدول، عكس للعالم علو كعب السعودية سياسياً واقتصادياً وتقنياً ومعرفياً وإدارياً، ليراهن الجميع على قدرة المملكة على تجاوز أي صعوبات تعترض طريق نجاحها بصرامة وعزيمة وقوة، بفضل ما تملكه من إمكانات بشرية ومادية تم تسخيرها لمستقبل ورفاه وتنمية الإنسان، لتنجلي الصورة الصحيحة عن السعودية، وتحقق مكاسب كبيرة أجبرت العالم على منحها مزيداً من الاحترام والتقدير والإعجاب. حشد الموارد لدعم الجهود العالمية، ودعم الدول النامية والتعامل مع المديونيات بطريقة إنسانية أكثر، وتقديم المساعدات للشعوب والبلدان المتأثرة، والسماح بتدفق السلع بعد أن شلت الأزمة أطناب العالم، وتوحيد الجهود والتنسيق من أجل حماية الإنسان، ورعاية جهود البحث عن لقاح واعتماده وتوزيعه بعدالة، إعادة الحياة للاقتصاد العالمي، كل ما سبق خطوات جبارة سيذكرها التاريخ بماء من ذهب.. عندما دفعت السعودية العالم نحو إكمال خطواتها بإنسانية وتكاتف وتعاضد بعد أن تباطأ كل شيء بسبب جائحة كورونا وآثارها، ولكن عزيمة السعوديين كانت أقوى، ليتحدثوا عندما صمت العالم، ويتحركوا من أجل استمرار دوران عجلة الاقتصاد وضمان الحياة واغتنام الفُرص في القرن الواحد والعشرين للجميع.
مشاركة :