العظماء وحدهم يحفظ لهم التاريخ مواقفهم الخالدة، عند مرور أُمَمِهم بالشدائد والأزمات والنوازل والفتن، وما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مُنذ توليه مقاليد الحكم، وسط تلك الظروف العصيبة التي تعيشها الأمة الإسلامية والعربية، بل والمنعطف العالمي الخطير الذي تعبُره الإنسانية جمعاء, يجعل التاريخ يحفظ لهذا القائد والزعيم الفذّ، مكانة كبيرة، ليُسطَّر اسمه بمِداد من ذهب على صفحاته، خصوصاً ونحن نحتفلُ بالذكرى الثانية لمبايعته - أيده الله - ملكاً وقائداً لمسيرة الخير والعطاء، وزعيماً لحزم العرب وعزمهم في وجه كل ما يُهدد استقرار أوطانهم وشعوبهم. ذكرى البيعه لم تعد حدثاً سعودياً « داخلياً « يُجدِّد فيها الشعب مُبايعته، ويتذكر مناقب مليكنا المُفدى، فالمُناسبة - كما رأينا وتابعنا خلال الأيام الماضية - باتت فُرصة ليُعبِر العرب والمسلمون عن تقديرهم وحبِّهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ومباركتهم له بهذه الُمناسبة الغالية، مُستذكرين أن الأمتين العربية والإسلامية تُعلِّقان الكثير من الآمال و الطموحات على حكمته، وحزمه، وعزمه لرفعة شأن الأمة، والدفاع عن قضاياها العادلة، ولا ننس هنا ما ذكره الكثير من الشرفاء المُنصفين في العالم من سياسيين ومراقبين ومُحللين، عن إعجابهم وتقديرهم للملك سلمان « كقائد عربي كبير « سعى حتى - قبل توليه للحكم - وبعد ذلك ، لتحقيق السلام والطمأنينة ونشرها بين شعوب العالم. كل هذه الإصلاحات التنموية والتشريعية التي عاشتها المملكة، قبل الإعلان عن الرؤية الوطنية 2030، والخطوات التنفيذية الجادة التي اتخذت بعد إقرارها، لا أحد يتصوَّر أنها يمكن أن تحدث في - وقت قصير بحساب الزمن - كبير بتطلعات وقدرة القائد والشعب للعبور بالوطن إلى مُستقبل مُشرِّق، بالإيمان بالله عز وجل أولاً، ثم التمسك بمنهجه القويم، بمُساندة ومُتابعة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - الذي كان ومازال نعم العوين والساعد الأيمن، ومُهندس المُستقبل السعودي، المُلهم سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ليكمِّلوا بذلك مشوار البناء والنماء على الطريق الذي خطه المؤسس - طيَّب الله ثراه - وتبعه من بعده بكل صدق وإخلاص أبناؤه البررة رحمهم الله جميعاً. ذكرى البيعة، هي أصدق فُرصة يُجددِّ فيها الوطن كله الولاء والطاعة، فيما يُشبه الاستفتاء الشعبي المُتجدد كل عام - بصبغة سعودية خاصة - مستوحاة من شريعتنا الإسلامية، ونهج نبينا مُحمد صلى الله عليه وسلم، وإلى مزيد من المُناسبات السعيدة يا بلادي. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :