لبنان يستسلم للفراغ.. وتحذير من «الأعظم والأسوأ»

  • 11/23/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن لبنان يستسلم لواقع الفراغ «الحكومي والسياسي»، وأن يظل المشهد السياسي العام معلقا في الفراغ، ولأسباب غير مبررة، غير أنها توجه أصابع الاتهام لكافة أطراف العملية السياسية والذين انعزلوا تماما عن الوضع المتردي للوطن، بدوافع مصالح «ضيقة» على حساب لبنان، بحسب تقديرات الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت.  ذكرى استقلال ..حزين ! ولأول مرة، في ظل حالة الاستسلام للفراغ، شهد لبنان، أمس، ذكرى إستقلال حزين بالتزامن مع أزمات مُتشابكة ومتفرّقة تدّفع نحو الإنهيار. والذكرى السابعة والسبعون على إستقلال لبنان، مرّت بشكل صامت وخالية من أي إحتفال رسمي، بحسب صحيفة الديار اللبنانية، نظرًا للظروف القاهرة التي يعيشها لبنان والناتجة عن أداء سياسي ومالي كارثي أوصل لبنان إلى الحضيض وجعله رهينة الخارج سياسيًا، إقتصاديًا، نقديًا وحتى أمنيًا. استسلام تام للفراغ المشهد السياسي اللبناني، أصبح أقرب لـ «العبثية»، دون الرغبة أو القدرة على الخروج من مأزق تشكيل الحكومة الجديدة. وبحسب رصد الدوائر الإعلامية في بيروت، لا تواصل بين أي أحد وآخر حيال مأزق تأليف الحكومة.. لا الرئيسان (رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري) يتفقان، في الاجتماعات الوفيرة والقليلة الجدوى، وحتى رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، يقف بعيداً عن أي دور له في أزمة تشكيل الحكومة، ويقول كأنه استسلم للفراغ: «لا احد يحكي مع أحد، كما لو أن لا تأليف لحكومة، وإذا كان البعض ينتظر وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إلى البيت الأبيض، فليس مؤكداً أننا سنصمد الى ذلك الوقت!». الأعظم والأسوأ لم يعد أمام الوضع الراهن في لبنان، سوى التحذير من «المجهول» الذي يدفع لبنان إلى الهاوية. وفي هذا الإطار حذر مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان من «الأعظم والأسوأ»، مشيراً إلى أن مناسبة ذكرى الاستقلال «تأتي هذا العام والوطن يعاني من انهيار لا مثيل له بغياب الدولة وعمل مؤسساتها الجاد». وقال: «لبنان في حال ضياع وعدم إيجاد حلول للأزمات المتراكمة على الصُعد كافة، ونخشى من الأعظم والأسوأ، إلا إذا تشكلت حكومة إنقاذ وطني تكتسب ثقة الناس والمجتمع العربي والدولي، وإلا على لبنان السلام»، معتبرا أن «لبنان الآن يواجه مصيره». تحذير من الخراب الكامل ومن جهته، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي، إن الكل يعلم أن عرقلة تشكيل الحكومة، في العودة إلى نغمة الحصص والحقائب والثلث المعطل وتعزيز فريق وتهميش أفرقاء؛ هذا الأسلوب عزز الفساد والاستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى حالة الانهيار والإفلاس. وتساءل: هل يدرك المعطلون أن الناتج المحلي انحدر هذه السنة من أربعة وخمسين مليار دولار إلى خمسة وعشرين، وأننا خسرنا سنة إصلاح لا تُقدر بثمن؟ وإذا تشكلت الحكومة على صورة سابقاتها، لا سمح الله، سينتج عنها الخراب الكامل. تشكيل الحكومة مؤجل حتى إشعار آخر ! المسالة التي باتت جلية، بحسب المحلل السياسي اللبناني، إبراهيم حيدر، أن عملية تشكيل الحكومة  باتت مؤجلة حتى إشعار آخر، ليس بسبب الرهانات على تطورات في الخارج، أو انتظار انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فحسب، بل لأن لكل طرف داخلي لديه أجندة ومصالح وحسابات، تظهر أحياناً في اشتراط المحاصصة والقلق المعطل والهيمنة على القرار، وفي أحيان أخرى بالتعطيل المفتعل بما يتعلق بالصلاحيات وموازين القوى للمرحلة المقبلة.

مشاركة :