بعد خلافات عميقة في النهضة، أقر راشد الغنوشي مؤخرا نيته عدم الترشح لرئاسة الحركة، مطالبا بعقد المؤتمر العام للحركة. ويرى متابعون أن الغنوشي بإعلانه عدم الترشح يأتي في سياق المناورة. وقال الباحث السياسي التونسي، محمد بوعود، إن المسألة لا تتجاوز كونها مناورة سياسية لكسب مزيد من الوقت، بتأجيل المؤتمر بدواع صحية، لأن بضعة أشهر تشكل فارقا بالنسبة للغنوشي لإجراء تحالفات من جديد. ولفت بوعود، في تصريحات للغد، إلى أن الغنوشي كلف شخصيات بإجراء مصالحات ووضع تصور جديد قد يؤدي إلى تجاوز العديد من الأزمات، ورأى أن تصريح الغنوشي بعدم الترشح ليس قاطعا. وفي حال أن التزم الغنوشي بما أعلن عنه حول رئاسة الحركة، فإنه لن يغير شيئا في سياسة ووجهة “النهضة” وسلوكها السياسي على المستويين، الداخلي والخارجي، على وقع غضب شعبي تجاه سياسات الحركة منذ 2011. ويرى محللون أنه من الصعب الآن الحديث عن تغيير جوهري في السلوك السياسي لحركة النهضة، لأن الغاضبين على الغنوشي ركزوا فقط على حرب المواقع والمناصب، والغاضبين أنفسهم يدافعون عن السياسات العامة للحركة وعن أخطائها منذ 2011 وحتى الآن. واشتدت الخلافات داخل قيادة النهضة وأطرها الحزبية، ولم تعقد الحركة أيا من مؤتمراتها الداخلية في المناطق والأقاليم تمهيداً لعقد المؤتمر العام.
مشاركة :