تأسست عام 1890م، وما زالت إلى اليوم تسهم في نشر المعرفة بكل اقتدار، اختارت إصدار سلسلة اقرأ المعروفة لدى عشاقها، وأصدرت أول عدد منها عام 1943م وما زالت، وأخذت على عاتقها إضافة إلى نشر المعرفة استهداف أعداد كبيرة من المجتمع المصري والعربي، وبتكاليف مشجعة للاقتناء، فبدأت بعشرة قروش في أول إصدار، وانتهت بعشرة جنيهات، أي حوالي 100 ضعف في 77 عاماً، وهو أمر ينسجم مع سعر الجنيه حالياً.ولعميد الأدب العربي رأي في سلسلة اقرأ الثقافية الشهرية، يقول: «إن الذين عنوا بإنشاء هذه السلسلة ونشرها لم يفكروا إلا في شيء واحد هو نشر الثقافة، لا يريدون إلا أن يقرأ أبناء الشعوب العربية، وأن ينتفعوا، وأن تدعوهم هذه القراءة الى الاستزادة من الثقافة، والطموح الى حياة عقلية أرقى وأخصب من الحياة العقلية التي نحياها».وفي هذا السياق أطلَّ علينا الأستاذ يعقوب الشاروني بكتابه في هذه السلسلة الموسوم (تنمية عادة القراءة عند الأطفال) يصف القراءة بأنها لا تقل حيوية عن المشي أو النظر أو الكلام.. وهي أساس التعلم، ومظهر من مظاهر الشخصية، كما أنها المفتاح الأساسي للمعرفة. فإذا كنا نعاني من ظاهرة انصراف الراشدين عن القراءة الجادة، فإن ذلك يرجع إلى مرحلة الطفولة، وهو ما يركز عليه في كتابه، وينبه الآخرين وبشدة إلى ضرورة أن تتضافر جهود المجتمع كله مع أجهزة النشر والإعلام والتربية والثقافة، ليس فقط لتوفير الكتب والمكتبات للأطفال، بل أيضاً لتنبيه الراشدين الى دورهم الأساسي في تنمية عادة القراءة عند الأطفال.في ثنايا كتابه أشار إلى أن الأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة لتقديم ما نريده للأطفال، سواء كان ذلك قيماً دينية أو أخلاقية أو معلومات علمية أو سلوكية أو اجتماعية.وقد تعرَّض الأستاذ الشاروني إلى موضوع هام جداً وفحواه أننا ما زلنا نفتقد لما يمكن تسميته «قاموس الأطفال» الذي يُعين الكاتب للأطفال لاختيار الكلمات والألفاظ المناسبة للسن التي يكتب لها وأن يتعرف على الألفاظ المتداولة بينهم، فضلاً عن أن الأطفال بشكل عام يتعرفون على العالم المحيط بهم بحواسهم أكثر مما يتعرفون عليه بمجرد الكلمات.كم نتمنى إثراء المكتبة العربية بمثل هذه الإصدارات التي تُعنى بأطفالنا مُقدِّمةً زاداً معرفياً إرشادياً للكبار في منهجية التعامل معهم والارتقاء بهم في مختلف المناحي.
مشاركة :