جاسم الصافي كاتب عراقي يكتب أعماله بذكاء ليصل الى قلب المتلقي ،يراه جمال الكون من خلال الإعلام حينما يكتب على مشاكل الاخرين و لتعرف عليه اكثر كان لنا معه هذا الحوار:- – عرفني عن نفسك جاسم الصافي عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين , عضو نقابة الصحفيين , عضو اتحاد المسرحيين العراقيين، حاصل على بكالوريوس آداب من جامعة ذي قار , ولدت في محافظة البصرة مدينة السياب , وعشت طفولتي في مدينة ام الربيعين الحدباء الموصل مدينة الطوائف والتأخي , لذا لم أجد مكاناً يحتويني بحكم تنقلات والدي اثناء عمله , لكن بعد وفاته كان استقراري في مدينة الناصرية.. حيث اهوار الجنوب والزقورة وبيت النبي إبراهيم، هذه هي العوالم التي شكّلتني بجغرافيا تمتد من جنوب العراق إلى شماله2_ ماهي المؤثرات والاسرار التي كانت سبب في كتاباتك؟ اعتقد ان ذاكرتي امتلأت واينعت بل تورّمت لأسباب عديدة اولها القراءة التي علمتني كشف بيانات الاخر، ثانيا الاعتقالات ربّت لدي الشعور بالظلم وهو منجم الابداع والحرية، لذا كانت الكتابة متنفس أهش بها على اشباحي وانفعالات الحوادث، اما الوحدة فلم تهدأ الا في الكتابة التي وسعت زنزانة القهر لتكون بالكتابة جنة عرضها الخيال والجمال، وثالثا هجرتي بعيدا عن بلدي واهلي لسنوات أعطت للزمان بعداً رابعاً وعمق لم يطفئ شوقه وحنينه حتى اليوم كل هذا وانا من يرى بلد مزقته الحروب.3_ هل الكتابات التي يكتبها الكاتب تخترق وجدانه وتلامس روحه؟ اية كتابة لا تخترق شغاف القلب هي زيف أو مهنة زائلة، وهناك فرق ما بين من يكتب ليأكل وبين من يأكل ليكتب كما يقولون، لان الأدب نبوة ومن لا يملك رسالة في داخله لا يمكن أن يكون نبيا.4_ كيف يستطيع الكاتب ان يمد جسور الصداقة بينه وبين المتلقي؟ اليوم أصبح المتلقي جزء من الكتابة وهو ناقد ماهر بفضل سهولة النشر وتطور وسائل التواصل اللذان عملا على توسع قاعدة النخبة لتذوب مع العامة بشكل غير متباين وتلاشت القواعد القديمة في أن يكتب الكتاب لنوع ونخبه معين , بل الكاتب الناجح هو من يمتلك رصيداً حقيقياً من الجمهور وليس نخبة وهذه الوسائل سهلت الصداقة ما بين الكاتب والجمهور5_ يقال ان بعض الكتاب يكتبون اعمالها الادبية والبعض الاخر تكتبهم فمن أي الكتاب حضرتك؟ طبيعة الإنسان أن يكون منحازا مهما حاول ان يخفي ذلك، وارى ان الكاتب يكتب أعماله وذكاء المتلقي هو من يكشف لمن يكتب الكاتب َ, ولا اعتقد ان للكاتب المقدرة ان يميز ما بين اعمال يكتبها واخرى تكتبه , اعتقد الأمر متعلق بقدرة الكاتب على الإقناع وتمرنه على الانفصال عن الذات، فكلنا نعيد ما سطره القدر بطريقة ما , لذا نحن نكتشف الاقدار ولا نصنعها , وهذا سر وجود اشكالية التناص في أهم الأعمال الأدبية , الحقيقة أننا نكتب لنعمق الشعور بما يحدث وهذا يحتاج الى صراحة تفضح اعمالنا.6- ما الدور الذي يمكن ان تقوم به في التعارف ببن الثقافات تلاقح الثقافات هو تجديد وتطوير للوعي وشراكة حقيقية للإرث الإنساني لا تحدها حدود ولا يفصلها موانع , ومهمة اي كاتب أن ترتقي لغته لثقافة ذات مشتركات إنسانية تتشكل في رصيده الكتابي ليكون مؤثرا في ثقافة وهوية مجتمعه ولونا اخر في جمال الثقافات الأخرى.8- كيف تري عمق ما تكتبه من قصص ؟ كل من يكتب عن الم هو يكتب من الأعماق لكن العقدة في كيف تكتب للوصل بأعماقك إلى عمق الآخرين، الأمر متروك بين مقدرة الفهم والأفهام , فهم الذات للموضوع وكيف يتم تفهيمه للآخر9- الي أي حد ينحاز الكاتب للواقع؟ كل إنسان ابن واقعه وبيئته والكتابة لا تفارق المكان ولا تتطاول على الزمان , والفارق الجديد أن واقع اليوم هو فنتازيا , سواء في تقنياته المادية أو في مشكلاته الأخلاقية والفلسفية , لذا لا برزخ ولا حد بين الواقع والخيال سوى اثير الصدق أو إقناع المتلقي , تلك هي الوان الواقعية الحالية التي لا تكتب بالكم بل بالكيف , فنحن لسنا بحاجة لسيرة الواقع بل خيال الواقع والدليل ان قليلا من الناس تمتلك أعمارهم ثيمة حقيقية كي نكتب عنها.10- تم تكليفك ضمن لجنة تقييم الأعمال في مهرجان الابداع والمبدعين العرب فئة الفنون الإعلامية لدورته الخامسة فعل الأعمال التي قدمت متقاربة عند التقييم ام أن هناك تفاوت في كتابات؟ اغلب الأعمال كانت لكتاب كبار والبعض منهم مشروع كاتب والحقيقة كان هناك تباين واضح، وقد أسعدني أن أكون بين أحلامهم.– كيف يخدم جاسم الصافي الثقافة؟ في هذا التزاحم أملي ضعيف، كل ما أقدر عليه أن اصنع قطع لبان لبناء أحلامي اتمنى ان تنتظم في عبثية ما يحدث لأخدم من حيث لا أدري.– إلى أي مدى تشعر بالقيود في عملك كأعلامي وكاتب؟ أجمل عمل في الكون هو الإعلام أن تكتب مشاكل الآخرين الذين لا يستطيعون التعبير عنها , ولا يمتلكون إمكانية رفع اصواتهم، لكن اليوم أصبحت مهنة من لا مهنة له , لهذا تبدو كمن يبيع الماء في حارة السقائين , والحقيقة الأخرى أنها مهنة تستعبد الأحرار فأغلب وسائل الإعلام هي ملك لأهل النخاسة من سياسيين وتجار ورجال دين وهؤلاء في معظمهم لا يقبلون الا العبيد المتملقون او ما يرضي توجهاتهم ._ هل يمكن فهم وسائل الإعلام في العالم العربي على أنَّها سلطة رابعة، أو كثقل موازن للسياسة؟ أسفي أن أقول هي أداة السياسة في خديعة الناس , وخصوصا مجتمعاتنا التي تصدق كل ما يقال دون تفحص , والإعلام ليس سلطة رابعة بل هو محرك السلطة الثلاث , اعتقد هذا ما يحدث اليوم في الأعم الأغلب._ الكاتب اعلامي جاسم الصافي إلي أين يتجه؟ نحو قدر كتب لنا مسبقا وما يمكن السيطرة عليه هو تفاصيل وروتين يومي اما المفاصل والمتغيرات هي بيد الغيب._ كيف تري الصحافة في الوقت الحالي؟ القراءة والسمعيات بدأت تتقلص وتزدهر الميديا وصحافة التواصل الإلكترونية، وهذا الأمر خطير ويقلق العقل الذي لا يجب أن يكون ناسخ للأفكار بل متفكر , والصحافة هي جزء من اهمال القراءة. – كلمة نختم بها الحوار شكري وامتناني لكم لهذه الاستضافة وارجو أن أكون ضيفا خفيفا لدى القارئ الكريم.
مشاركة :