غليان شعبي بسبب الوجود الإيراني في سوريا

  • 11/24/2020
  • 19:13
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تزايدت بشكل لافت حوادث اغتيال العناصر الإيرانية في الجنوب السوري، وطالت شخصيات بارزة على علاقة مع القوات الروسية التي تدير الأوضاع في المنطقة، لتتحول إلى عملية معقدة من التصفيات المرتبطة بالوجود الإيراني عبر عناصر للحرس الثوري وحزب الله اللبناني في الشريط الحدودي المحاذي للأردن وإسرائيل.وأشارت تقارير استخباراتية إلى تزايد حالات خطف شخصيات، رافقتها تفجيرات وصفتها مصادر سورية قريبة للشرطة العسكرية الروسية، بالمحاولات المتكررة لزعزعة الاستقرار المحلي وضرب البنية العشائرية لسهل حوران، خاصة مع مخطط الحرس الثوري الإيراني لزرع مجموعات من ميليشيات تابعة له على الحدود، والتقدم نحو بصرى الشام مجددا بعد خسارتها في اتفاقات التسوية بين فصائل كانت تحسب على المعارضة وبين حكومة دمشق.. وفقا لموقع (24) الإماراتي. ولفتت التقارير إلى أهمية درعا وريفها بالنسبة إلى الإيرانيين الذين يتخوفون من قيام إسرائيل بتنفيذ ضربات «جراحية» لمنشآت نووية إيرانية، وهي لذلك تحاول الاقتراب بأكبر قدر من الحدود لتهديد الداخل الإسرائيلي. فيما ترى مصادر إسرائيلية أن طهران وحزب الله يحاولان قدر الإمكان ربط مواقعهما في لبنان وسوريا في هذه المنطقة تسمح لهما بالتفاوض من موقع القوة مستقبلا على أي حل في سوريا.وكانت القوات الروسية المسؤولة عن أمن المنطقة الجنوبية واصلت دورياتها وعملت على نشر أعداد أكبر من القوات في المنطقة لحفظ الأمن في درعا وإبعاد الميليشيات الإيرانية، مستخدمة مزيجا من التكتيكات الصعبة والناعمة لتعزيز نفوذها في المنطقة، عبر إدارة عدد من المشاريع الإنسانية في محاولة لتعزيز صورة الروس مفاوضين حياديين.وعقدت موسكو مفاوضات مع إسرائيل منتصف 2018 لإعادة سيطرة دمشق على جنوب سوريا، حيث نصت تلك المفاوضات على أن تضمن روسيا إبعاد ميليشيات إيران عن الحدود مع إسرائيل والجولان نحو 100 كلم.واعتبر الاتفاق خسارة للإيرانيين، حيث أبعدهم عن عدد من مناطق سيطرتهم، وجعلهم خارج البناء السوري، ووضعهم بالتساوي مع الأتراك، أمام مأزق مواجهة أي توافق إقليمي ودولي على الحل، وهو ما لا يريده الطرفان.وتقول تقارير أمريكية إن ما يحدث خطوة مدروسة من روسيا لفرض نفسها كقوة وحيدة على الجنوب، مقابل التخريب الإيراني عبر عقد اتفاق مع عناصر تابعين لتنظيم داعش لتنفيذ عمليات اغتيال مقابل إطلاق سراح عناصر تابعين للتنظيم على مبدأ «سنطلق سراح سجين يهمك مقابل كل اغتيال تقوم به وفوضى أمنية تصنعها في الجنوب».وأشارت المصادر إلى أن إبقاء حالة عدم استقرار من خلال الاغتيالات هي إحدى وسائل تحقيق غاية السيطرة وتعزيز النفوذ للإيرانيين وميليشياتهم في الجنوب كما لتركيا في مناطق الشمال.ويقول مراقبون إن الغليان الشعبي على الوجود الإيراني في تلك المناطق من بين الأسباب الرئيسة وراء تزايد عمليات الاغتيال التي تستهدف نشطاء وعسكريين تابعين للحكومة أو محسوبين على المعارضة على حد سواء.

مشاركة :