شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أمس، حالة من الغليان الشعبي جراء الجريمة التي شهدتها دار المسنين في شمال العاصمة وراح ضحيتها 16 شخصاً من أطباء وممرضين وعمال في الدار، في الوقت الذي توعدت فيه السلطات الحكومية اليمنية بالرد على هذه الجريمة والنيل من مرتكبيها، في حين تواصلت الإدانات المحلية والإقليمية لهذه الجريمة البشعة التي تشير أصابع الاتهام إلى ضلوع ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية بها عبر أدواتها وأذرعها المزروعة في عدن. ودان مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية بأشد عبارات الإدانة والاستنكار العمل الإرهابي والإجرامي الشنيع الذي استهدف دار المسنين، لافتاً إلى أن العصابات التي اقدمت على مثل هذه الجريمة لا يمكن وصفها بالبشرية لأنها بفعلها السافر والمشين تجاه العجزة والمسنين ومن يعمل في خدمتهم توحي بدرجة الدناءة والانحطاط الأخلاقي والإنساني. وقال لا يتجرأ أحد حتى بمجرد التفكير بمثل ذلك العمل الا أناس غير أسوياء لا يحملون ذرة من مشاعر البشر والأخلاق وتعاليم الدين الكريم. * محافظ عدن عيدروس الزبيدي دعا إلى الاصطفاف لمواجهة الإرهاب المجنون والوقوف بحزم ضد العصابات الإجرامية التي تخدم أهداف الميليشيات الانقلابية. كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف داراً للمسنين بمدينة عدن، ووصفه بأنه جريمة مروعة تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية وتكشف عن طبيعة وأهداف القوى المناوئة لعودة الأمن والاستقرار الى اليمن الشقيق. وأعرب عن ثقته التامة بقدرة الأجهزة الأمنية اليمنية على كشف ملابسات هذا العمل الإجرامي الوحشي ومرتكبيه الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الانسانية والأخلاقية، معرباً عن تعازيه الحارة لذوي الضحايا المغدورين من يمنيين وأجانب وللحكومة والشعب اليمني في هذا المصاب الأليم. وأكد استنكار دول مجلس التعاون لهذه الجريمة ومساندتها للحكومة اليمنية في كل ما تتخذه من اجراءات للحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها. ومحلياً، نفذ عدد من منظمات المجتمع المدني المحلية وقفات احتجاجية متفرقة في عدد من مديريات المحافظة للتنديد بهذه الجريمة والمطالبة بضبط الجناة وتقديمهم للعدالة. وطالبت المنظمات المجتمعية في بيانها بوضع خطط أمنية واستخباراتية عاجلة بالتنسيق مع قوات التحالف العربي لضبط الأمن في عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، والعمل على مكافحة الجريمة قبل وقوعها. في السياق، اقترح مشاركون في ندوة نظمها نادي عدن للإعلام المرئي حول دور الإعلام المرئي في تعزيز الأمن بعدن، تشكيل فريق ضغط لإعداد وإقامة ندوات وحوارات توعوية للمواطن في الجانب الأمني، وكذا الخروج بأفكار ونشاطات معينة لتفعيل الأمن وعمل إحصاءات لضحايا الرصاص الراجع. وبهذا الشأن، توعد محافظ العاصمة عدن عيدروس الزبيدي، بالعقاب الرادع لمرتكبي هذه الجريمة النكراء والقصاص المستحق على تلك الفئة الإجرامية لتي تجاوزت كل حد وأصبحت تقتل لمجرد القتل وتنفيذاً لأجندات تهدف للنيل من مدينة عدن، داعياً الى الاصطفاف لمواجهة هذا الارهاب المجنون والوقوف بحزم ضد تلك العصابات الإجرامية التي تخدم أهداف الميليشيات الانقلابية بزعزعة أمن واستقرار المحافظات المحررة. ورأى محللون ومراقبون محليون أن هناك تحالفاً بين الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع صالح، والإرهابيين من الجماعات المتطرفة والمتشددة بشكل مباشر أو غير مباشر في معاداة الدولة اليمنية الشرعية ودول التحالف العربي. وأكد مسؤول أمني رفيع رفض الإفصاح عن اسمه لـ الإمارات اليوم أن الانقلابيين هم أبرز المستفيدين من هذه العمليات الإرهابية وهو ما يؤكد وجود تحالف بين الانقلاب والإرهاب يسعى إلى إفشال جهود الشرعية والتحالف من خلال زعزعة الأمن والاستقرار واستمرار اضطراب الأوضاع، وعرقلة مسيرة عملية تطبيع الحياة العامة وتأهيل المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية التي دمرتها الحرب في المحافظات اليمنية المحررة.
مشاركة :