طهران - دعا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الثلاثاء إلى عدم الوثوق بالأطراف الأجنبية من أجل إيجاد حلول لأي مشاكل قد تواجهها الجمهورية الإسلامية.وتأتي تصريحات خامنئي في أعقاب فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي أبدى عزمه على "تغيير المسار" الذي اتبعه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مع إيران والمتضمن فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/ايار 2018.وسبق للرئيس الإيراني حسن روحاني أن رأى في فوز بايدن فرصة للولايات المتحدة لتعويض "أخطائها السابقة"، مؤكدا أن بلاده لن تفوّت أي فرصة لرفع العقوبات عنها.وقال خامنئي "لا يمكن الوثوق بالأجانب وعقد الآمال عليهم في إيجاد الحلول" وذلك في كلمة نشر مكتبه مقتطفات منها على موقعه الالكتروني.وأضاف "لقد جرّبنا مرة مسار رفع الحظر وفاوضنا لسنوات من دون أيّ نتيجة. أما مسار التغلّب على الحظر، فقد يتخلّله في البداية بعض الصعوبات والمشكلات، لكنّ عاقبته حسنة"، وذلك خلال اجتماع للمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي بحضور روحاني ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.وأتاح الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل خفض أنشطتها النووية.وسعت الدول المنضوية في الاتفاق (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) إلى ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني، في مقابل تخفيف العقوبات على طهران.لكن ترامب عمد عام 2018 إلى الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران وعمدت الأخيرة بعد نحو عام من هذا الانسحاب، إلى التراجع عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.ولمح بايدن خلال حملته التي سبقت فوزه في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني إلى نيته إعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط عودة طهران لكامل التزاماتها.وفي تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، أفاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن بلاده ستعود "تلقائيا" إلى تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق فيينا 2015، في حال رفع العقوبات.وحذّر خامنئي الثلاثاء من أن "وضع أميركا غير واضح والأوروبيون يتخذون باستمرار موقفا ضد إيران. يقولون لنا ألا نتدخل في شؤون المنطقة وهم أنفسهم أكثر من يتدخل بالسوء في شؤون المنطقة".وتابع "الأشخاص الذين يعقدون بعض الأمل عليهم يعادوننا، في حين أن وضعهم الداخلي ليس واضحا أبدا والمشكلات الأخيرة لا تسمح لهم بالتحدث واتخاذ موقف من القضايا الدولية".وتواجه إيران صعوبات ناتجة بالدرجة الأولى عن العقوبات، لا سيما لجهة الانكماش الاقتصادي وتراجع سعر صرف العملة.وأكد خامنئي مواجهة آثار العقوبات من خلال خطوات داخلية، موضحا "إذا استطعنا التغلّب على الحظر بالجدّ والإقدام والتصدّي للمشكلات ولاحظ الطرف المقابل فقدان الحظر فعّاليتَه، سيتخلّى عن الحظر تدريجيّا"، في إشارة إلى ما يسميه المحافظون في إيران بـ"اقتصاد المقاومة" وهي نظرية ثبت فشلها في مواجهة الأزمة الناجمة عن العقوبات الغربية.
مشاركة :