طهران - تعول إيران كثيرا على هزيمة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لصالح الديمقراطي جو بايدن للخروج من أسوأ مأزق وقعت فيه بسبب العقوبات التي أعادت إدارة ترامب فرضها بعد انسحابها في مايو/ايار 2018 من الاتفاق النووي.ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت الإدارة الأميركية المقبلة إلى التعلم من تجربة إدارة الرئيس المنتهية ولايته ترامب في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، مشددا على أن سياسة فرض العقوبات لن تحقق أهدافها.واعتمد ترامب الذي يبدو قريبا من خسارة الانتخابات الرئاسية لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، لا سيما منذ انسحابه الأحادي من الاتفاق حول برنامجها النووي عام 2018 وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية قاسية عليها.وقال روحاني في خطاب متلفز "نأمل أن تكون تجربة الأعوام الثلاثة درسا للإدارة الأميركية المقبلة لاحترام القانون والقواعد والعودة إلى التزاماتها وأن يكافأ شعب إيران العزيز أيضا على صبره ومقاومته".وتابع الرئيس الإيراني الذي أبرِم الاتفاق النووي في عهده عام 2015 مع القوى الست الكبرى بينها الولايات المتحدة في عهد الديمقراطي باراك أوباما "لقد واجه شعبنا الإرهاب الاقتصادي على مدى الأعوام الثلاثة الماضية وأظهر مقاومة وصبرا لا مثيل لهما. قرار بلادنا كان واضحا دائما، أيا يكن الوضع: أمتنا ستواصل المقاومة والصبر إلى أن ينحني الطرف الآخر أمام القوانين والقواعد".وأبدى روحاني أمله في أن "يدرك أولئك الذين يفرضون العقوبات، أن مسارهم كان خاطئا، وأنهم لن يحققوا أهدافهم بأي شكل من الأشكال".وسبق لعدد من المسؤولين التأكيد أن إيران لا تفاضل بين ترامب وبايدن وستراقب أفعال أي إدارة أميركية مقبلة لا اسم رئيسها، معتبرين أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي يجب أن تقترن بالتعويض عن الأضرار التي تسبب بها انسحابه منه، وتوفير "ضمانات" بعدم تكرار خطوة كهذه.وسبق لبايدن أن أبدى خلال حملته الانتخابية، نيته خوض "مسار موثوق به للعودة إلى الدبلوماسية" مع إيران في حال فوزه بالرئاسة وإمكانية العودة للاتفاق النووي معها.وأعرب المرشح الديمقراطي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما لدى إبرام الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران قبل خمسة أعوام، الجمعة عن ثقته بالفوز في الانتخابات من دون أن يعلن النصر بعد. ويتقدم بايدن على ترامب في فرز الأصوات في عدد من الولايات الحاسمة.وفي مقالة نشرت السبت في صحيفة "إيران" الحكومية، اعتبر المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي أن سياسة "الضغوط القصوى" لم تحقق غايتها.وكتب "اليوم، سياسة الضغوط القصوى بلغت نهايتها وعلى عكس توقعات ترامب"، لم تؤد إلى "انهيار" إيران.ورأى أنه في "إمكان الولايات المتحدة أن تعود لسياسة منطقية وتبعد نفسها عن السياسات الراهنة للبيت الأبيض، العدائية والمناهضة للشعوب. هذا المسار سيكون مفيدا أيضا للسلام العالمي والأمن وسكان هذه المنطقة".واعتبر ربيعي أنه يمكن للرئيس الأميركي المقبل "مع تغيير في السياسة، أن يحاول تفكيك الهيكلية التي أنشأها ترامب بتزامن بين شنّ حرب ضد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، ومعيشة الإيرانيين ورفاههم".واحتلت الانتخابات التي لم تحسم نتيجتها بعد، صدارة الصفحات الأولى لعدد من الصحف الإيرانية السبت.وكتبت صحيفة "كيهان" المحافظة بالعنوان العريض "أميركا الرائعة!"، معتبرة أن "البلاد التي تعد نفسها نموذجا عالميا للديمقراطية، دخلت في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي".من جهتها، اختارت "آفتاب يزد" عنوان "عالم بدون ترامب" لصدر صفحتها الأولى متوقعة أن يشهد "مفاجآت أقل في السياسة الخارجية والأمور ستكون قابلة للتوقع أكثر".وأضافت "بالطبع، القدرة على التوقع لا تعني أن الأمور ستكون إيجابية. كما كان ترامب ليقول سنرى ما سيحصل".وكان روحاني قد أقرّ يوم الخميس الماضي بأن إيران عانت أسوأ أيامها خلال تولي الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب الحكم.وتابع "ذاك الذي يقبع في البيت الأبيض لم يقدم على تخفيف العقوبات المفروضة على بلادنا حتى في فترة تفشي وباء كورونا، لكنني أثق بأن النصر سيكون لشعبنا في نهاية المطاف".وأضاف "نتائج الانتخابات الأميركية ستحسم اليوم أوغدا، وليس من المهم من سيتولى إدارة البيت الأبيض، فلا حيلة لديهم سوى الرضوخ لإرادة الشعب الإيراني وضغوط الرأي العام العالمي".
مشاركة :