تسعى الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية إلى الحفاظ على الأمن والسلامة والعمل على خفض معدلات الجريمة، وتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية مع كافة المؤسسات العاملة بمملكة البحرين، وتحرص الإدارة على تطوير الأجهزة الفنية والتقنية، والارتقاء بقدرات المنتسبين من خلال الحاقهم بالدورات التدريبية لتأهيلهم وصقل خبراتهم في مجال الكشف عن الجريمة.. وفي هذا الإطار يلعب مسرح الجريمة دورًا مهمًا في كشف المجرمين وتعقبهم. ويحتوي مسرح الجريمة على العديد من الأدلة والشواهد التي تمكن وتساعد رجال الأمن للوصول إلى المجرم والقبض عليه، وللتعرف عن قرب على مسرح الجريمة ودوره في كشف غموض الجرائم. أجرت صفحة الأمن حوارًا مع النقيب أنس سالم الخلاقي رئيس شعبة مسرح الجريمة بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية الذي أشار إلى أن هناك عدة تعاريف لمسرح الجريمة منها بأنه المكان الذي ارتكبت فيه أو كان من المحتمل أن ترتكب فيه الجريمة وتظهر به تصرفات الجاني قبل وقوع الجريمة وأثناء وبعد وقوعها كما ويعرف: بأنه الواقعة المكانية التي حدثت فوقها الواقعة الجرمية بكافة أركانها ومراحلها، أي تحدد كل تغيير يطرأ على الكيان المادي على سطح المكان الذي وقعت عليه الجريمة. الشاهد الصامت وأكد النقيب أنس الخلاقي أهمية مسرح الجريمة، الذي اعتبره مستودعًا للأسرار والشاهد الصامت لتحركات وأفعال الجناة في مسرح الجريمة، وهو المكان الأساسي الذي تنبعث منه كافة الأدلة التي تساعد فريق مسرح الجريمة والمحققين في عملهم للكشف عن غموض القضايا التي وقعت بالفعل، وتساعد في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع وقوع الجرائم المخطط لارتكابها قبل وقوعها أو أثناء الشروع في ارتكابها. تأمين مسرح الجريمة وأوضح أنه يتم تأمين مسرح الجريمة للحفاظ على الأدلة بالطرق التالية: تحديد مسرح الجريمة وعزله بواسطة شريط عازل على كامل حدوده، تأمين حراسة لهذا الطوق، الحرص على بقاء رجال الأمن الذين يقومون بالعزل خارج الشريط العازل، إقفال جميع المداخل المؤدية إلى مسرح الجريمة، حراسة مداخل المباني المحيطة بمسرح الجريمة، عدم السماح لأحد بالدخول أو الخروج قبل مراجعة المعنيين بالتحقيق بعد وصولهم، إمكانية عمل طوق عازل ثانٍ مخصَّص لرجال الأمن لإبعاد الجماهير، إبعاد الأشخاص غير المعنيين كافة عن مسرح الجريمة، معاينة أولية سريعة للمكان مع التوثيق المبدئي لمسرح الجريمة بالتصوير الرقمي والفيديو، وجمع المعطيات الأساسية عن الحادث بدون العبث بأي شيء داخل مسرح الجريمة، الحرص على عدم العبث بمسرح الجريمة أو السماح لأحد بلمس أي دليل، تسجيل أسماء جميع الحاضرين وسبب حضورهم، منع دخول أي كان إلى مسرح الجريمة من الأجهزة الأمنية التي قد تصل لاحقًا. تقنيات وقال انه تم تطوير الكثير من الأجهزة لمساعدة الباحثين في مسرح الجريمة على التعرف على الآثار المادية وخاصة الآثار التي لا ترى بالعين المجردة، والتي تحتاج إلى أجهزة خاصة لرؤيتها ومنها أجهزة الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء وتحتاج عند استخدامها وضع نظارات خاصة لرؤية بقايا سوائل الجسم والألياف والبصمات التي تكون مستترة عن الإضاءة العادية والتي تركها الجاني في مسرح الجريمة، ومثال على ذلك أن تكون الخلفية التي توجد عليها تلك الآثار مقاربة للون سوائل الجسم في مسرح الجريمة، كما توجد أيضًا أجهزة خاصة لإظهار آثار الأحذية على الأسطح الخشبية والسيراميك وغيرها من الأسطح الملساء في مسرح الجريمة كما توجد أجهزة مساعدة على التعرف على المواد سريعة الاشتعال والتي يشاع استخدامها في قضايا الحرق العمد. المسرح المفتوح والمغلق ولفت إلى الفرق الكبير بين مسرح الجريمة المفتوح والمغلق، فمسرح الجريمة المفتوح لا توجد حدود له وبذلك لا يمكن غلقه والسيطرة عليه لكونه غير محدد مثل المناطق الزراعية والصحاري والطرقات، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من رجال الأمن وفريق مسرح الجريمة للسيطرة على مكان الحادث والمحافظة على الآثار المادية، أما مسرح الجريمة المغلق فهو المكان المحدد الذي ارتكبت فيه الجريمة فيمكن غلقه والسيطرة عليه من قبل رجال الأمن مثل المباني السكنية أو المجمعات التجارية وغيرها. سرعة التحرك وحول الإجراءات المتبعة حال ورود بلاغ عن وقوع حادث، أوضح رئيس شعبة مسرح الجريمة أنه فور تلقي البلاغ ينتقل فريق مسرح الجريمة إلى الموقع بأسرع وقت ممكن وذلك للمحافظة على الأدلة في مسرح الجريمة لأن التأخير في الوصول إلى مسرح الجريمة وتأمينه والمحافظة عليه ورفع الأدلة المادية يمكن أن يؤدي إلى تلف بعض تلك الأدلة أو العبث بها بقصد أو بدون قصد، مشيرًا إلى أنه عند وصول فريق مسرح الجريمة يقوم الضابط الذي يقوده بإلقاء نظرة شاملة على نوع وطبيعة الحادث ومعرفة البيانات الأولية للملابسات والظروف التي أدت إلى وقوع الحادث من خلال النقاش مع الضابط الأمني التابع للمنطقة الأمنية، وبعدها يجتمع بالفريق لتحديد المخاطر في مسرح الجريمة لارتداء الملابس الواقية حسب نوع مسرح الجريمة ويتم توزيع الأدوار على أعضاء الفريق، بعد ذلك يتم تصوير مسرح الجريمة باستخدام كاميرا التصوير الرقمية والفيديو ثم تبدأ المعاينة والكشف على مسرح الحادث للبحث عن الأدلة المادية وترقيمها وتصويرها وتحديد مكانها على الرسم الكروكي ورفع الأدلة المادية وتحديد أماكن دخول وخروج الجاني ومنها يتم معرفة الأسلوب الجرمي للجاني. وتطرق إلى أن هناك حوادث يحتاج فريق مسرح الجريمة فيها إلى الاستعانة بخبراء كالطبيب الشرعي لمعاينة الجثة في مكان الحادث وعند نقلها إلى المشرحة لتحديد سبب الوفاة وأخذ العينات من الجثة للفحص المخبري، وخبراء مختبر البحث الجنائي كخبير الأسلحة في القضايا التي يكون فيها إطلاق للنار وذلك لتحديد مكان الإطلاق وزاوية الإطلاق.. الخ، وخبير البصمات حيث تحتاج بعض البصمات إلى معالجة خاصة لاستظهارها ورفعها من مكان الحادث. حماية الأدلة وأضاف أن هناك إجراءات يجب اتخاذها لحماية الأدلة، من بينها رفع الأدلة بالطريقة السليمة ووضعها بداخل الحاوية الخاصة لهذا النوع من الأدلة، فمثلاً بعض الأدلة يجب أن توضع داخل حاويات محكمة الإغلاق، وذلك للمحافظة عليها من التبخر، وهناك أدلة يجب أن توضع في حاويات ذات مسامات للمحافظة عليها من التعفن، والبعض منها يجب أن يوضع داخل حاويات تمنعها من الحركة لان احتكاك الدليل بسطح الحاوية يمكن أن يؤدي إلى تلفه وهذا ينطبق على الأدوات التي عليها بصمات مثلاً، كما أن بعض الأدلة يجب وضعها في مكان بارد أثناء نقلها من مسرح الجريمة إلى جهة الفحص للمحافظة عليها. ولفت إلى أن هناك أدوات مخصصة لرفع الأدلة الجنائية وكما هو معروف فإن الدليل المادي قد يصعب رؤيته بالعين المجردة كما ذكرنا آنفًا لذلك قد نحتاج إلى مكنسة خاصة لرفع الأدلة من مكان الحادث أو ملاقط خاصة أو إجراء بعض الفحوصات الأولية قبل رفع العينات للتأكد مثلاً بأنها من سوائل الجسم والأثر المادي يحتاج إلى عناية خاصة خلال مرحلة الفحوصات. كشف المجرمين وبين أن شعبة مسرح الجريمة ساهمت في الكشف عن الكثير من الجناة وذلك من خلال الآثار المادية التي يتم رفعها من موقع الحادث ومنها على سبيل المثال قضايا السرقات، حيث تم في إحدى القضايا الكشف على مبنى مكون من عدة طوابق واستغرق العمل 3 أيام للبحث عن الآثار المادية ولله الحمد عثر على إحدى نوافذ المبنى على بصمة إصبع أدت إلى التعرف على الجاني الذي دلنا على العصابة التي كانت معه، وفي قضية أخرى لمحاولة الاعتداء على خادمة منزل لاحظ فريق مسرح الجريمة نقاط صغيرة من الدم داخل غرفة الخادمة متناثرة إلى سور المنزل ما دل على أن الجاني قد جرح عند مقاومة الخادمة له وتم تتبع تلك النقاط الصغيرة مع رجال الأمن والتي قادتهم إلى مبنى تحت الإنشاء حيث وجدوا فيه عامل مصاب واتضح أنه هو من حاول الاعتداء على الخادمة.
مشاركة :