آثار المتهمين «شاهد صامت» على جرائمهم

  • 10/2/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: الخليج الحرفية، والدقة الشديدة في العمل، والكفاءة، والقدرة على مواجهة التحديات الكبيرة، والجاهزية على مدار 24 ساعة، جميعها صفات يجب أن تتوفر في الموظف الذي يعمل في إدارة مسرح الجريمة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، فتحقيق العدالة في القضايا الجنائية يبدأ من رفع الآثار من مسرح الجريمة لتقدم على طاولة القضاء كبراهين وأدلة دامغة تساهم في إثبات مدى تورط المشتبه به في الجريمة من عدمه. علم الجريمة يشهد تطوراً كبيراً يواكب متطلبات الحقبة الزمنية عمل هو الأصعب من نوعه لما يتطلبه من دقه وخبرات متراكمة، وشرطة دبي تدرك أن الآثار في مسرح الجريمة شاهد صامت يقدم للعدالة، ويدعم الحقيقة. البداية 2007 يؤكد العقيد أحمد حميد المري مدير إدارة مسرح الجريمة، أن تشكيل إدارة مسرح الجريمة جاء بأمر من الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عام 2007، حيث أمر بإنشاء فرقة مُتخصصة مدربة على أعلى المعايير في مجال إدارة مسرح الجريمة لما لها من أهمية كبيرة في ربط الأثر المعثور عليه في مكان الجريمة بالفاعل أو الجاني، وتحويل هذا الأثر المادي إلى دليل مادي لإثبات مدى تورطه أو عدمه. وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حين افتتح مبنى المختبر الجنائي في عام 1983 كانت لسموه جملة مهمة أصبحت تعتبر منهج عمل لدى شرطة دبي، هي: تقديم براءة أي شخص يناله التحقيق على إدانته، مشيراً إلى أن الهدف من رفع الآثار من مسرح الجريمة وربطها بالمشتبه به هو إثبات براءته قبل أن يتم إثبات إدانته، إلا إذا أشارت الآثار المادية إلى أشياء أخرى فيحول المشتبه به حسب قانون الإجراءات الجزائية إلى النيابة العامة والقضاء لتحقيق العدالة. وقال: تشهد الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة تطورا كبيرا وتقدما يواكب متطلبات الحقبة الزمنية في ظل التحديات المستقبلية لتطور الدولة والطفرة العمرانية والسكانية ووجود ما يقارب 218 جنسية، ووصول تعداد سكان الدولة إلى 11 مليوناً حسب الإحصاءات، خاصة أن إمارة دبي تعتبر مركزاً للتجمعات البشرية الذين يصل عددهم إلى 5 ملايين في نهاية كل أسبوع. وأوضح أن الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة فيها إدارات فرعية مُتخصصة في جميع العلوم الجنائية وكشف الطلاسم والألغاز بتحاليل مخبرية دقيقة جداً لا تقبل الدحض أو التشكيك منها إدارة مسرح الجريمة وهي إدارة ميدانية بالطراز الأول تنتقل لجميع الحوادث الجنائية المُبلغ عنها لغرفة العمليات على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. وأشار إلى أن الإدارة تتكون من 4 أطقم جاهزة للانطلاق وتلبية نداء الواجب وتراعي مؤشرا زمنيا يقاس ب 20 دقيقة في اختصاص مركز دبي و40 دقيقة في اختصاص مراكز بر دبي، مشيرا إلى أن الاختلاف في مدة الانتقال في المنطقتين يعود إلى التوسع العمراني في برد دبي خاصة في مناطق الهباب والفقع. وأضاف أنه منذ بداية العام استلمنا بالتنسيق مع مركز شرطة البرشاء مكتباً خاصاً لانتقال أفراد إدارة مسرح الجريمة في منقطة بر دبي، وقمنا بتجهيزه بكافة المتطلبات والمعدات واستطعنا القضاء على مؤشر 40 دقيقة وأصبح المؤشر 20 دقيقة كما في منطقة ديرة. وأوضح أن إدارة مسرح الجريمة تتكون من 4 أقسام هي قسم رفع الآثار المادية وقسم إعادة بناء مسرح الجريمة، قسم الحوادث المرورية، وقسم التصوير الجنائي. وأشار إلى أن شرطة دبي عملت على إعادة بناء مسرح الجريمة في قضية قتل فتاة لصديقها، حيث ادعت الفتاة في التحقيقات حدوث مشاحنات بينها وبينه، وأنها لمحت سكيناً في الشقة وبطريقة لا شعورية قامت بتسديد طعنه نافذة في صدره. وتابع: من خلال الاطلاع ومعاينة إدارة مسرح الجريمة للأدلة في الشقة، اتضح أن كلامها غير صحيح، وأن المذكورة تريد أن تهرب بفعلتها عبر أقوالها، حيث بينت كافة التقارير أنها كانت قد جهزت السكين تحت الوسادة، وما أن خلد صديقها للنوم حتى أخرجته وسددت له طعنات غائرة في منطقة القلب للتأكد من أنه فارق الحياة، مبيناً أنه بإعادة بناء مسرح الجريمة وفقاً للأدلة المادية المرفوعة من مكان الواقعة، تبين أن القضية قتل عمد وليس كما ادعت انه ناجم عن مشاحنات وشجار. أما بخصوص قسم الحوادث المرورية فأوضح أنه مختص في الحوادث التي يكون السائق أو المتهم فيها هارباً من مكان الحادث بعد وقوعه، حيث يقوم القسم بتجميع كافة الأدلة الناجمة عن عملية التصادم وكشف الطلاسم ذات الصلة والآثار المتوفرة في المكان. شدد العقيد أحمد حميد المري مدير إدارة مسرح الجريمة، على أن إدارة مسرح الجريمة تحرص على تطوير كوادرها بشكل دائم وذلك بالتنسيق مع إدارة التدريب والتطوير لضمان استمرارية صقل المواهب والاطلاع على آخر التجارب في مجال كشف الجريمة، ورفع مستوى الأفراد للوصول إلى أداء يواكب أفضل المعايير الدولية واستشراف التحديات القادمة.

مشاركة :