لم يتمكن برشلونة من تكرار إنجازه التاريخي عام 2009 بحصد السداسية هذا العام، بعد خسارته لقب كأس السوبر الإسباني أمام ضيفه أتليتك بلباو بنتيجة 1-5 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. برشلونة، الذي سقط برباعية نظيفة في لقاء الذهاب، الجمعة الماضي، على ملعب سان ماميس، فشل في التعويض، مساء اليوم، الإثنين، على ملعب كامب نو، واكتفى بالتعادل 1-1. تقدم ليونيل ميسي للبلوجرانا في الدقيقة 44، لكن بلباو، الذي خاض البطولة بصفته وصيف برشلونة حامل لقب كأس الملك، أدرك التعادل عن طريق أرتيز أدوريز في الدقيقة 74. وأجبر بلباو، منافسه على خسارة أول بطولة في عام 2015، بعدما نجح في الظفر بأربعة ألقاب، الدوري، والكأس، ودوري الأبطال، وكأس السوبر الأوروبي. بذلك توج بلباو بالسوبر الإسباني الثاني في تاريخه بعد غياب 31 عاما عن الفوز بالألقاب، وكان أيضا في البطولة نفسها عام 1984، عندما جمع بين بطولتي الدوري والكأس فحصل على السوبر دون خوض مباراة، وذلك قبل تغيير لوائح البطولة عام 1996. بينما لم يتمكن بطل أوروبا من الابتعاد برقمه القياسي في عدد مرات الحصول على اللقب، ليبقي على فارق البطولتين فقط بينه وريال مدريد. هجوم كتالوني ضاري لويس إنريكي أعاد التوازن والقوة إلى تشكيلته بعدما افتقدتها في مباراة الذهاب، الجمعة الماضي، فأشرك إيفان راكيتيتش، وأندرياس إنييستا، في الوسط، وخافيير ماسكيرانو وجيرارد بيكيه في الدفاع، لكن ذلك لم يشفع له للفوز. دخل البلوجرانا المباراة بنية تعويض الرباعية، وظهرت هذه النية بوضوح مبكرا، إذ تهيأت كرة أمام بيدرو رودريجيز داخل منطقة الجزاء سددها عالية في الدقيقة الخامسة، ثم حول جيرارد بيكيه عرضية أرضية إلى تسديدة قوية ارتدت من العارضة. لم يهدأ لاعبو برشلونة بحثا عن هدف يعيد الأمل، وواصلوا الهجوم تجاه مرمى الضيوف، فتلقى بيدرو بينية انفرد على إثرها بالحارس عند الدقيقة 14، لكن صافرة الحكم بوجود تسلل أفسدت الهجمة. تسلل بيدرو لم يكن مجرد صدفة، وإنما ظهر جليا بعد مرور ثلث ساعة أن مدافعي المدرب إيرنيستو فالفيردي يعتمدون على مصيدة التسلل لإيقاف خطورة مهاجمي البارسا. أندرياس إنييستا أدرك أن الدفاع المتقدم لبلباو يحتاج تمريرات قصيرة مع سرعة التحرك بدون كرة، فنفذ "وان تو" مع لويس سواريز على حدود منقطة الجزاء، وانفرد بالمرمى لكنه تعثر وفشل في التسديد من زايته المغلقة عند الدقيقة 24. كما فشلت محاولة ميسي من ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 31. على الجانب الآخر أهدر خافيير إراسو لاعب بلباو فرصة قتل اللقاء في شوطه الأول، حيث تلقى كرة على حدود منطقة الجزاء مستغلا تمريرة خاطئة من دفاع البارسا، لكنه صوب في الشباك من الخارج في الدقيقة 38. وأخيرا نال برشلونة مراده قبل دقيقتين فقط على الاستراحة، فلعب راكيتيتش عرضية متقنة هيأها سواريز بصدره إلى ميسي، الذي سدد مباشرة من على حدود منطقة الست ياردات في الشباك. طرد بيكيه صعّب الأمور بداية الشوط الثاني لم تكن كالأول، فمعنويات أصحاب الأرض انخفضت مع مرور الوقت، ما منح لبلباو ثقة دفعته لتهديد مرمى كلاوديو برافو بتسديدة في الدقيقة 54. وكاد أدوريز ينهي المباراة إكلينيكيا لكن برافو أخرج تصويبته الأرضية إلى ركلة ركنية ببراعة. وازداد الأمر تعقيدا على إنريكي في الدقيقة 56، بعدما تعرض بيكيه للطرد لحصوله على بطاقة صفراء ثانية، بسبب اعتراضه على الحكم المساعد، الذي لم يحتسب تسللا على أدوريز. بيدرو أيضا أسهم من جانبه في زيادة صعوبة المباراة على الجانب الكتالوني، عندما أضاع فرصة سهلة أمام المرمى، أتبعه راكيتيتش عندما تعثر أمام المرمى الخالي وسدد في الشباك من الخارج. وحاول إنريكي تجديد دماء فريقه على أرضية الملعب، فأشرك الثنائي منير الحدادي والشاب ساندرو على حساب بيدرو وراكيتيتش عند الدقيقة 69. وانطلق سواريز بسرعته في الدقيقة 72، لكنه سدد في النهاية بجوار القائم الأيمن، لكن أدوريز استغل خطأ دفاعي كارثي بتسجيل هدف التعادل. مهاجم بلباو وجد نفسه في وضعية انفراد ببرافو، بعدما وقف لاعبو البارسا اعتمادا على مصيدة التسلل، فسدد في الشباك.
مشاركة :