أطلق فوز أتليتك بلباو بكأس السوبر الإسبانية على حساب برشلونة احتفالات عارمة في المدينة التابعة لإقليم الباسك، لكن سينبغي على اللاعبين إيقاف الاحتفالات سريعا في ظل اقتراب مواجهة فاصلة في الدوري الأوروبي يوم الخميس المقبل. وكان بلباو خسر نهائي كأس الملك أمام برشلونة 3/1 في مايو (أيار) الماضي، لكنه تعادل 1/1 في كامب نو في إياب نهائي كأس السوبر، ليتفوق 1/5 في مجموع المباراتين ويحرز لقبه الأول منذ فوزه باللقب ذاته في 1984. ووعد خوسو أوروتيا، رئيس بلباو، بإقامة حفل كبير، لكنه قال إن واقع سفر الفريق إلى سلوفينيا لخوض ذهاب المواجهة الفاصلة في الدوري الأوروبي أمام زيلينا يوم الخميس أسفر عن ضرورة تأجيل الاحتفالات في الوقت الحالي. وسبق لبلباو الوصول إلى نهائي المسابقة الأوروبية - التي تأتي في المركز الثاني من حيث القوة بعد دوري الأبطال - لكنه خسر أمام يوفنتوس في 1977، وأمام أتليتكو مدريد في 2012. واعترف ارنستو بالبيردي، مدرب بلباو ولاعبه السابق - الذي سبق له تدريب إسبانيول وفياريال وفالنسيا وأولمبياكوس - أن فريقه عانى في بعض الفترات في إياب السوبر الإسباني، خاصة عندما تأخر صفر/1 بهدف سجله ليونيل ميسي قبل نهاية الشوط الأول. وأشاد بالبيردي بالروح القتالية للاعبيه، واختص المهاجم أريتز أدوريز الذي أدرك التعادل قبل 16 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، كما سجل ثلاثة أهداف في مباراة الذهاب التي انتهت بالانتصار 4/صفر. وقال بالبيردي: «أهم شيء عن فريقي هو تماسكه ورفضه الاستسلام، وهذه من الأمور المنتظرة منا في أتليتك. أحيانا نفعل ذلك بشكل أفضل أو أسوأ، لكن من المؤكد أننا لا نستسلم أبدا». وقال أدوريز في مقابلة مع التلفزيون الإسباني: «إذا كنا كتبنا ما سيحدث كان من المستحيل أن يتحقق ذلك بهذه الطريقة. بالنسبة لنا هذا أروع شيء من الممكن أن يحدث ولأنه أمام برشلونة أيضا. يجب أن ننافس بقية العالم وهذا شيء مذهل». وقال أندريس إنييستا، قائد برشلونة، إنه رغم التعثر فإن فريقه متحمس لانطلاق سعيه نحو إحراز لقب الدوري للمرة السادسة في ثماني سنوات باللعب في ضيافة بلباو يوم الأحد المقبل. وأضاف أن طرد زميله المدافع جيرارد بيكيه بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني بسبب توجيه إهانة لمساعد الحكم أنهى تقريبا فرصة ناديه في تعويض تأخره. وتابع: «هذا مؤسف لأن اللقب أفلت من قبضتنا، لكن يوم الأحد في الدوري سنلعب بتصميم كبير، وسنحاول أن نقدم موسما رائعا. فشلنا في تسجيل أكثر من هدف واحد في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني وبعد طرد بيكيه أصبحت الأمور أكثر صعوبة». من جانبه، اعترف البرازيلي داني ألفيس، مدافع فريق برشلونة، بأن أتليتك بلباو استحق التتويج بلقب كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم، بعد تعادل الفريقين الاثنين بهدف على ملعب (كامب نو) في لقاء الإياب. وقال ألفيس عقب المباراة: «ربما دفعنا ثمنا للجهد الذي بذلناه في مباراة إشبيلية في كأس السوبر الأوروبية، أو لقلة الوقت الذي حظينا به للاستعداد، ربما افتقدنا للإيقاع المناسب ولا يزال علينا استعادة اللياقة، لكن كل ذلك لا يعد عذرا ببساطة.. أتليتك بلباو كان أفضل منا، واستحق اللقب». وأوضح المدافع البرازيلي في كل الأحوال أن «خسارة هذه الكأس لا تقلل من جدارة الفريق في الموسم الماضي»، كما قلل من أهمية عدم قدرة برشلونة على إحراز ألقاب كل البطولات التي يخوضها في 2015. وصرح اللاعب: «السداسية أمر يتعلق أكثر بالجمهور، نحن نركز في كل بطولة على تحقيق الأهداف، ولا بد من إعطاء البطولات المحرزة قيمتها، لأن تحقيق هذه الأهداف يزداد صعوبة بمرور الوقت». وعندما سئل عن رأيه في طرد زميله جيرارد بيكيه للاعتراض على مساعد الحكم لعدم احتسابه تسللا، قال ألفيس إنه لم يتحدث إلى زميله بعد، لكنه في كل الأحوال رفض أن تكون البطاقة الحمراء المشهرة قبل 33 دقيقة من نهاية اللقاء سببا في خسارة فريقه الذي سقط ذهابا خارج قواعده برباعية بيضاء للقب المحلي. وقال: «إنه قرار للحكم أضر بنا بالطبع، لكنه ليس مبررا. أتليتك توج عن جدارة». وبعد موجات من الهجوم منح ميسي التقدم لأصحاب الأرض 1/صفر قبل نهاية الشوط الأول بقليل، عندما استقبل الكرة على صدره من لعبة ذكية نفذها لويس سواريز وسدد من مدى قريب في الشباك. وتلقت آمال برشلونة لطمة قوية بعد مرور عشر دقائق من الشوط الثاني، حين حصل قلب الدفاع جيرار بيكيه على بطاقة حمراء مباشرة عقب اعتراضه بغضب على مساعد الحكم. وبدا أن الواقعة منحت برشلونة طاقة جديدة، وأتيحت لبيدرو وإيفان راكيتيتش فرصتان لمضاعفة النتيجة قبل أن يسدد سواريز خارج المرمى وهو في وضع انفراد من اليسار. لكن برشلونة ترك فجوة كبيرة في الخلف قبل 16 دقيقة من النهاية، وتمكن اريتز أدوريز - الذي سجل ثلاثية في لقاء الذهاب - من هز الشباك في محاولته الثانية، ليبدأ مشجعو بلباو احتفالات صاخبة داخل الاستاد الضخم. ولم يفسد طرد البديل كيكي سولا قرب النهاية فرحة النادي القادم من إقليم الباسك الذي وضع حدا لآمال برشلونة في تكرار ما فعله في 2009 عندما فاز بكل البطولات الست التي شارك فيها، وهي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الأوروبية وكأس السوبر الإسبانية وكأس العالم للأندية. ويحتاج برشلونة للتعافي سريعا قبل أن يلعب في ضيافة بلباو مرة أخرى في مباراته الافتتاحية بدوري الدرجة الأولى الإسباني عندما سيبدأ سعيه نحو إحراز اللقب السادس في ثماني سنوات. وبعيدا عن ضياع حلم حصد السداسية، قال لويس إنريكي، مدرب برشلونة، إنه يريد حلا لموضوع لاعب فريقه بيدرو في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل المهاجم الإسباني الدولي مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية الحالية من نهايتها. وقال بيدرو في يوليو (تموز) الماضي إن برشلونة تلقى عروضا لبيعه بعد الموافقة على خفض قيمة الشرط الجزائي للاستغناء عن خدماته إلى 30 مليون يورو (33.3 مليون دولار). وقالت تقارير إعلامية إن بيدرو (28 عاما) ربما ينتقل إلى تشيلسي بطل دوري إنجلترا الممتاز رغم أحاديث أخرى تقول إن مانشستر يونايتد هو المرشح الأبرز حاليا للحصول على خدمات المهاجم الإسباني. ورغم أن بيدرو شارك منذ البداية في إياب كأس السوبر الإسبانية في مواجهة أتليتك بلباو أول من أمس الاثنين في ظل غياب البرازيلي المريض نيمار، فإنه يتوقع أن يقلص المدرب لويس إنريكي مشاركته مع الفريق في الفترة المقبلة في ظل وجود ثلاثي الهجوم المكون من نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي ولاعب أوروغواي لويس سواريز. وقال لويس إنريكي في مؤتمر صحافي بعد هزيمة فريقه 5/1 في إجمالي نتيجتي الذهاب والإياب لكأس السوبر المحلية: «إنه وضع صعب. من الصعب على بيدرو الحفاظ على تركيزه». وأضاف لويس إنريكي بقوله: «أتمنى حلول موعد إغلاق باب الانتقالات حتى أعرف إن كان بوسعي الاعتماد على جهوده أم لا».
مشاركة :