تسلم حيدر العبادي العراق جثة مزقتها الصراعات الطائفية، جثة نخر الفساد عظام أركانها حتى أصبحت هيكلا آيلا للسقوط، تسلم عراقا من المالكي لا يشبه العراق أبدا. لم يكن يتجرأ على الحكم في بلد خارطته السياسية أكبر من حجمه الجغرافي.. انتظر حتى استند إلى ركن إقليمي ودولي قوي ليبدأ الحكم.. انتظر اللحظة المناسبة لتغيير قواعد اللعبة السياسية وتغيير وجوه العراق عبر بوابة الفساد، وانقض على التركة الثقيلة ليبدأ فعليا هد الحكم.. لكن المهمة ليست صعبة إنها معركة في حقل ملغم وسط أسلاك الحزبية والطائفية التي ترعرعت في بيئة العراق الخصبة. اقتحم حيدر العبادي خط النار وغير قواعد اللعبة العراقية؛ أطاح بنوابه ونواب الرئيس، انتقل إلى القضاء وقيادة الجيش واتسعت الدائرة، بدا لاعبا وحيدا في الملعب العراقي متسلحا بالجمهور وساحات بغداد التي حملت ربيعا في موسم الصيف، وتعالى التصفيق نعم «هذا ما كنا ننتظره» إنه رجل العراق؛ حسنا لكن هل انتهت اللعبة بالطبع لا لقد بدأت.. ومن الآن فصاعدا لن تتركه الثعابين يعمل ولا يحكم وربما أن يبقى في حكمه.. كيف يحكم وقد غير الهندسة السياسية وهدم المعبد.. فالثعبان الأكبر نوري المالكي شق طريق العصيان حصل على شهاد حسن سلوك من طهران وأوصى قاسم سليماني علنا العبادي أن يترك المالكي وشأنه..إنه العراق ولا أصعب من حكم «العراك».