بايدن أمام خيارات صعبة في أفغانستان

  • 11/26/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واجه قرار الولايات المتحدة بتقليص عدد قواتها في أفغانستان والعراق انتقادات، سواء من المسؤولين الأميركيين السابقين أو الخبراء والمحللين السياسيين، الذين وصفوا القرار بأنه انتكاسة لجهود إحلال السلام، ويلقي الستار على كثير من الآمال في التوصل إلى تسوية للحرب الأفغانية التي دامت 19 عاماً. وقال المستشار المدني الأميركي السابق في العراق وأفغانستان، كارتر ملكاسيان، في مقال له بصحيفة «واشنطن بوست»: إنه كمشارك سابق في محادثات السلام مع «طالبان»، يدرك تماماً الضرر الذي ألحقته الحرب التي لا نهاية لها بشعب أفغانستان، وكيف أنها تشوه المجتمع. ورغم أن عملية السلام كانت بعيدة عن الكمال، إلا أن الاتفاق الناجح يتطلب أن تتوقف حركة «طالبان» عن دعم الإرهابيين، وأن تسحب الولايات المتحدة وجودها العسكري من أفغانستان بالكامل، وأن تتوصل «طالبان» والحكومة الأفغانية إلى تسوية سياسية. ورغم تعثر العملية منذ البداية، حيث ألزم النص المكتوب الولايات المتحدة بسحب جميع قواتها العسكرية بحلول مايو 2021، مع القليل من الالتزامات الثابتة من «طالبان» في المقابل، إلا أن قدرة الولايات المتحدة على تعليق الانسحاب ومنع «طالبان» من الانتصار في ساحة المعركة أعطت أسباباً للاعتقاد بأنه بمرور الوقت يمكن إجبار «طالبان» على تقديم تنازلات، وفقاً للكاتب. وأكد أنه، ولهذا السبب، كرر وزير الخارجية مايك بومبيو وزلماي خليل زاد، الممثل الخاص للمصالحة في أفغانستان، وكذلك الجنرالات الأمريكيون مراراً وتكراراً أن الانسحاب الأميركي كان «قائماً على شروط». واستمرت حالة الجمود مع سحب الجنرال أوستن «سكوت» ميلر، القائد الأميركي في أفغانستان، قواته وتقليل عددها من 14 ألف جندي إلى 8600 في يونيو. ثم تقرر سحب مزيد من القوات، رغم أن «طالبان» لم تتزحزح في المفاوضات. وانخفضت الأرقام الأميركية من 8600 إلى 5000 خلال الخريف. وخلال شهري أكتوبر ونوفمبر، أسفرت الحرب عن مكاسب متجددة لطالبان. وقال الخبير الأميركي: «إن تقليل أعداد القوات الأميركية إلى 2500 جندي سيزيد الوضع العسكري سوءاً». وهناك توقعات بأنه بعد تقدم «طالبان»، خلال العام الجاري، يمكنها السيطرة على جزء كبير من البلاد بالقوة. وطالب الخبير الأميركي إدارة بايدن القادمة بعكس الضرر الذي حدث من خلال إعادة مستويات القوات بسرعة إلى 8600. ويواجه بايدن وفريقه خياراً صعباً: الانسحاب الكامل بحلول مايو أو الإبقاء على 2500 جندي في مكانهم إلى أجل غير مسمى لإجراء عمليات مكافحة الإرهاب ومحاولة منع انهيار الحكومة الأفغانية. وليس هناك شك في أن الانسحاب ربما يعني إضعاف الحكومة الأفغانية التي دعمتها الولايات المتحدة لمدة 19 عاماً.

مشاركة :