تحقيق إخبارى: تنامي حركة "مناهضة التلقيح" يؤدى إلى تعقيد مكافحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة

  • 11/25/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فرانك ويسلي (39 عاما)، الذي يمتهن العمل في مجال الوسائط المتعددة بمنطقة واشنطن العاصمة، أنه سيحصل على لقاح كوفيد بمجرد توفره. وقال لوكالة أنباء ((شينخوا))، متحدثا عن لقاح كوفيد-19 الذي تم تطويره بسرعة البرق، "أريد الحصول عليه حتى أتمكن من السفر خارج الولايات المتحدة". وشاطره جو ومايا تشارلز في ولاية بنسلفانيا الرأي، قائلين إنهما سيسرعان في شراء تذاكر طيران لزيارة اليابان أو بعض وجهات العطلات الأخرى، بمجرد توفر لقاح. الزوجان، اللذان يعملان في المجال الطبي، لديهما ابنتان صغيرتان، ويريدان أن تأخذ الأسرة كلها اللقاح. لكن هناك عددا متزايدا من الأمريكيين الذين يساورهم القلق بشأن الآثار الجانبية المحتملة، وهذا لفت انتباه الخبراء الطبيين الذين قالوا إن اللقاح هو ما سينهي الجائحة في النهاية. وتسرع مبادرة عملية "راب سبيد" التي دشنها البيت الأبيض إلى إطلاق لقاح في وقت قياسي، وقالت إدارة ترامب في وقت سابق من هذا الشهر أن اللقاح سيكون متاحا في وقت قريب جدا. وأعلنت شركتا الأدوية العملاقتان "فايزر" و"موديرنا" في وقت سابق من هذا الشهر أنهما طورتا لقاحات فعالة بنسبة تزيد عن 90 في المائة، وتنتظران موافقة الحكومة. وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار في مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي إنه "بحلول نهاية ديسمبر، نتوقع أن يكون لدينا حوالي 40 مليون جرعة من لقاحين متاحين للتوزيع بانتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء- وهو ما يكفي لتطعيم حوالي 20 مليون من الأمريكيين الأكثر ضعفا". لكن في الوقت نفسه، ذكر 42 في المائة من الأمريكيين إنهم لن يأخذوا اللقاح، وأرجع معظمهم ذلك إلى الجدول الزمني المتعجل لإصداره، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة ((غالوب)) مؤخرا. ووجد تقرير صدر مؤخرا عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمناهضين للتلقيح شهدت زيادة في عدد متابعيها بنحو 7.8 مليون منذ العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن هناك 31 مليون شخص يتابعون مجموعات مناهضة اللقاحات على فيسبوك، و17 مليون شخص يشتركون في حسابات مماثلة على يوتيوب، حسبما ورد في ((ذا لانست))، وهي مجلة طبية تحظى باحترام واسع. ونقلت ((ذا لانست)) عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قولها إن "عناوين الأخبار التي تجذب الانتباه وتتضمن محتوى مثيرا يمكن أن تجذب حتى أكثر مستخدمي الإنترنت ذكاء... ونتيجة لذلك، يمكن لخوارزميات تخصيص المحتوى أن تعرض على الأشخاص بشكل متكرر محتوى وإعلانات مماثلة أو مشابهة حتى على أساس المعلومات المضللة". وفي العام الماضي، تعهد عدد من شركات وسائل التواصل الاجتماعي بالعمل ضد الحركة المناهضة للقاحات. فقد ذكر موقع ((فيسبوك)) أنه لن يروج لمحتوى يحتوي على معلومات مضللة. وتخلص موقع ((يوتيوب)) من إعلانات الفيديوهات المضادة للقاحات، ووعد موقع ((تويتر)) بأن السلطات الصحية ستظهر عند عرض نتائج البحوث الأولى في الموضوعات المتعلقة باللقاحات في الولايات المتحدة وبريطانيا. إن معارضة اللقاحات ليست مفهوما جديدا. فقد بدأ رفض اللقاحات في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر عندما تم توفير لقاح الجدري لأعداد كبيرة، حسبما أشار موقع ((هيلث لاين)) الصحي الأمريكي على الإنترنت. ولفت ((هيلث لاين)) إلى أن هناك انتقادات للقاح تقوم على أساس اعتراضات صحية ودينية وسياسية. وأدت هذه المعارضة إلى سن قوانين جعلت من أخذ بعض اللقاحات أمرا إلزاميا. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن اللقاحات تتم مراقبتها باستمرار للتأكد من سلامتها، وشأنها شأن أي دواء، يمكن أن تسبب اللقاحات آثارا جانبية، رغم أن هذه الآثار تكون طفيفة وتختفي بعد بضعة أيام. فقرار عدم تحصين طفل ينطوي أيضا على مخاطر وقد يعرض الطفل والآخرين الذين يتعاملون معه أو معها لخطر الإصابة بمرض مميت، هكذا ذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على موقعها الإلكتروني. وقال الدكتور فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، في مايو إن سلامة اللقاحات تمثل أولوية رئيسية. ونقلت وكالة ((أسوشيتيد برس)) عن كولينز قوله "لا أريد أن يعتقد الناس أننا نختصر الطرق لأن ذلك سيكون خطأ كبيرا. أعتقد أن هذا جهد لمحاولة تحقيق أوجه كفاءة، ولكن ليس للتضحية بالدقة". وفي الأسبوع الماضي، صرح كولينز لشبكة ((سي إن إن)) بأن تطوير اللقاح "أمر مذهل جدا"، مشيرا إلى أنه قبل كوفيد-19، كان تطوير أي لقاح يستغرق حوالي ثماني سنوات.

مشاركة :