الإغراءات منتشرة في كل مكان، وتعرض واجهات المتاجر في منطقة المشاة أحدث صيحات الموضة وأحدث الأجهزة التقنية، ثلاثة قمصان بسعر اثنين، الهواتف الذكية أرخص بنسبة 16 %، وهناك دائما بعض العروض الخاصة.ويجذبك عرض على كيلوجرامين من البرتقال في المتجر، وعندما تشتري خمسة أرغفة تحصل على السادس مجانا في المخبز، وتستمر العروض في ملاحقتك إلى المنزل. فبفضل الإنترنت لا يزال بإمكاننا البحث عن صفقات جيدة حتى عقب موعد إغلاق المتاجر. ويدعو (اليوم العالمي بدون شراء) نهاية نوفمبر من كل عام الأفراد إلى عدم إنفاق أي أموال لمدة يوم واحد من أجل توعية الناس بانتهاج سلوك شراء أكثر استدامة. وفي الولايات المتحدة، يصادف هذا اليوم عن عمد اليوم التالي لعيد الشكر، الذي يطلق عليه (الجمعة السوداء)، الذي تبدأ فيه تقليديا مبيعات عيد الميلاد، ويغذي تجار التجزئة نهم المستهلكين عبر العديد من العروض الخاصة. وفي ألمانيا ودول أوروبية أخرى، يأتي (اليوم العالمي بدون شراء) عقب ذلك بيوم، في السبت الأخير من الشهر.ويرى خبير الاستدامة ماتياس فيفكا أننا لا نزال بعيدين عن إعادة التفكير في السلوك الشرائي، حيث يقول الخبير الاقتصادي في جامعة إرلانجن الألمانية «نحن نعيش في مجتمع مبدد»، موضحا أن منطق الإنتاج موجه نحو تصنيع شيء ما ثم استهلاكه ثم التخلص منه، معربا عن اعتقاده بأن أزمة جائحة كورونا لم تغير شيئا في ذلك، وقال «لا أعتقد أن الأزمة تعتبر معجلا للتخلي عن الاستهلاك».وكانت المتاجر مغلقة لأسابيع في الربيع الماضي. وكان لدى الناس المزيد من الوقت للتركيز على الأساسيات. كما كان هناك المزيد من ممارسة هوايات يدوية والطبخ والحياكة. وحتى المؤثرين على موقع (يوتيوب) ظهروا فجأة وهم يعدون خبز الموز. فبوجه عام لم يكن هناك استهلاك أقل. فبدلا من التسوق التقليدي، زاد تسوق الناس عبر الإنترنت.
مشاركة :