اصطف الأرجنتينيون في شوارع بوينس أيرس، أمس، لتوديع أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا، الذي يسجى جثمانه في تابوت بقصر كاسا روسادا الرئاسي ملفوفاً بالعلم الأرجنتيني وقميصه الشهير رقم 10. وتوفي مارادونا، في منزله عن 60 عاماً، إثر أزمة قلبية أمس الأول، وينتظر أن تلقي جموع غفيرة نظرة الوداع على جثمانه خلال ثلاثة أيام من الحداد الوطني. واصطف الآلاف في طوابير طويلة بشوارع المدينة قريباً من ساحة بلازا دي مايو، وهم يذرفون الدموع، ووقعت بعض المشاجرات عندما حاول البعض دخول القصر لرؤية بطلهم. وقال كريستيان مونتيلي «22» عاماً، وهو مشجع لبوكا جونيورز الذي انتمى إليه مارداونا في السابق، والدموع تملأ عينيه: «مارادونا أروع شيء حدث لي في الحياة. أحبه كحبي لوالدي، وأشعر وكأن والدي هو الذي توفي». ومن وراء حاجز يفصلهم عنه، نثر مشجعون الزهور وألقوا قمصان كرة القدم وغيرها، وهم يحاولون الاقتراب من النعش. ونعاه كبار الرياضيين وقادة العالم، كما نعاه مشجعوه من نابولي الإيطالية، حيث كان قد لعب هناك مع ناديها، وحتى الهند. وخرج عشرات الآلاف من الأرجنتينيين إلى الشوارع حداداً عليه، ووضعوا الزهور والرسائل عند البيت الذي قضى فيه طفولته، وعند ناديه السابق بوكا جونيورز. ومن ناحية أخرى، قال ماتياس مورلا محامي مارادونا إنه يطلب إجراء تحقيق كامل في ملابسات وفاة «الأسطورة»، وانتقد ما قال إنه رد فعل بطيء من خدمة الطوارئ. وقال مورلا في بيان على حسابه على «تويتر»: ما لا يمكن تفسيره، هو أن يظل صديقي لمدة 12 ساعة، من دون أي اهتمام أو فحص من الموظفين المخصصين لهذا الغرض. وأضاف أن سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول، وهي «حماقة جنائية»، مشيراً إلى أنه لا ينبغي تجاهل الحقيقة، وأنه سيسعى إلى تحقيق كامل في الأمر.
مشاركة :