من ضيق الأفق إلى سعة الفلسفة

  • 11/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مقال - هشام السلمي منذ أن أعلنت وزارة الثقافة عن إنشائها الهيئات التي ترعى فيه الكثير من الاتجاهات الفكرية والأدبية والثقافية لتحقق من خلالها الأهداف المنوطة بالوزارة في رؤية المملكة 2030 تفاءل الكثير من المهتمين بالنشاط الفلسفي في المملكة العربية السعودية واستشرافهم بوادر اهتمام واعي يدرك أهمية الفلسفة وذلك لتداخل بعض التخصصات المدرجة في الوزارة من جهة والتخصص الفلسفي من جهته على اعتبار أن الفلسفة أم العلوم الولادة للأفكار والمذاهب فكلما استقل ابن لها تبنت ابناً آخر وإن كانت رعايتها دائمة لا تنفك. وبناء على الخطوات السابقة تبلور مشروع خادم الحرمين الشرفيين للابتعاث المتميز بادرج قسم مختص يبتعث الطلبة لدراسة الفلسفة مؤمنةً بقوة الحضور الفلسفي في المستقبل ليكون رافداً حضاري وثقافية منتجاً يواكب التغيرات والتحولات التي يمر بها العالم وانعكاساتها الحتمية على مجتمعاتنا التي اندمجت بالثقافات وأصبحت في أغلبها أكثر انفتاحا وتعدد من أي وقت مضى بسبب العولمة والتكنلوجيا إذ لا يمكن عزل القضايا العالمية والمشكلات الفكرية المثيرة للتساؤل والبحث ومواجهة تلك التحديات والتساؤلات العميقة والمعقدة بتفكير محدود يتقوقع على نفسه ويدعى امتلاك الفرادة. لذا تعد الفلسفة الأكثر إمكان من أجل أن نتشارك التجربة الإنسانية الواحدة بتبادل المعرفة البشرية التي يتلقفها الأكثر استعداداً ونضوجاً مستوعباً التراكم المعرفي فهو فكر انسانياً بامتياز لا يخص شعباً أو أمة دون غيرها فكل إبداع منشأه قول فلسفي لفرد على اعتبار أنه أصلي له حتى يصبح انعكاساً اجتماعياً يشكل وعياً اجتماعياً في نطاق جغرافي محدود إلى عامل مؤثر في بقية المجتمعات الأخرى. مع اهتمامنا وإدراكنا أن تلك الإشكالات بحاجة إلى مؤسسات قد تكون جامعات أو معاهد أو مراكز أو جمعيات تساهم بالنشر والترجمة والإنتاج الفلسفي درساً وتعليماً وإبداعاً وممارسة ضمن علمية منظمة تساعد على الاستيعاب وتحفز على الفهم وتتعاطى مع الأزمات والقضايا الفكرية بوعي وتفكير وجهوزية لفهم أكثر للبراهين والنظريات الخاصة بالفكر الفلسفي. الاحتفاء بالفلسفة لا يجعلنا أن نفرط في التفاؤل بادعاء بمعرفة ما يلزم حيال المستقبل المتخيل على أساس أن الفلسفة تجريد وتأمل كردة فعل على واقع غير مأمول إلى الاعتراف الضمني أن الفلسفة لا تهدف إلى الاستيعاب التام للحقائق بقدر ما هو تفكير جاد يساعد على تمكين المجتمع على امتلاك الحد الأدنى من الأدوات الفلسفية (الحجة- البرهان- الدليل) ويتخذ من التفلسف حياة يومية وتساؤل دؤوب عن معنى وقيمة الحقائق والتخلي عن كل أشكال الاعتقاد الدوغمائي إلى المساءلة النقدية البناءة فكل خطوة تقربنا للفلسفة تعزز فينا الفاعلية الفكرية الحيوية وتفتح لنا آفاق واسعة . * عضو ايوان الفلسفة بجدة

مشاركة :