خيم الحزن على السودان اليوم الجمعة، فيما كانت البلاد تشيع إمامها الصادق المهدي زعيم حزب الأمة الملقب بـ"الحيكم".واختلطت الدموع بالتكبيرات المعهودة لطائفة الأنصار بينما شق نجل المهدي اللواء عبدالرحمن جموع المشيعين على صهوة جواد، في رمزية تشير لخلافة الإمام والسير على طريق الأجداد وطائفة المهدي.وتقاطرت حشود بشرية منذ ساعات مبكرة من الجمعة رغم الظروف الصحية التي فرضتها كورونا، للمشاركة في تشييع إمام الأنصار الصادق المهدي.ووري الجثمان الراحل الكبير داخل "قبة المهدي" في ضاحية الملازمين بمدينة أم درمان بجوار والده واجداده في آل بيت المهدي.وملأت الجموع البشرية ساحة حوش الخليفة عبدالله التعايشي الذي تبلغ مساحته نحو 150 الف متر، كما ملأت الحشود كافة المساحة بين منزل الصادق وضريح "قبة المهدي".وكان جثمان المهدي وصل فجر الجمعة إلى البلاد قادما من الإمارات التي توفى فيها بعد صراع طويل مع فيروس كورونا، وتم تشييعه في جنازة رسمية في مطار الخرطوم تقدمها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.وفرض فيروس كورونا الذي وضع حدا لحياة السياسي السوداني الكبير كلمته مجددا حيث تم الاكتفاء بالاستقبال الرسمي للجثمان في المطار نظرا للظروف الصحية في البلاد.وخلف رحيل المهدي الذي جاء بعد عطاء سياسي ووطني وفكري حافل، حزن كبير في الشارع السوداني وتبارت مكونات شعبية ورسمية في نعيه، معددين مآثره وإسهاماته.وتوفي الصادق المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب في السودان، الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 85 عاما، وبعد صراع مع مرض كورونا لأكثر من شهر.وكان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي قد وجّه بإقامة جنازة رسمية للصادق المهدي كما أعلن مجلس الوزراء الانتقالي في السودان، الخميس، حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، على وفاة الصادق المهدي.وولد الصادق المهدي في ديسمبر من عام 1935 في مدينة أم درمان، كبرى مدن العاصمة السودانية الخرطوم، وحصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد عام 1957. وعقب وفاة والده الصديق المهدي عام 1961 تولى إمامة الأنصار وقيادة الجبهة القومية المتحدة، انتخب رئيسا لوزراء السودان بين عامي 1966 و1967 وعامي 1986 و1989. وفي عام 2014 وجه انتقادات للسلطات السودانية وتعرض للاعتقال وكان قد سجن عدة مرات سابقا في الأعوام 1969 و1973 و1983 و1989.وترأس الصادق المهدي "قوى نداء السودان" وهو تحالف يضم أحزابا مدنية، وحركات مسلحة، ومنظمات مجتمع مدني.وقضى الصادق المهدي أكثر من 7 أعوام من عمره في السجون، ومثلها في المنافي التي أرغمته عليها الأنظمة العسكرية المتعاقبة، وآخرها نظام عمر البشير، الذي انقلب على سلطة المهدي المنتخبة عام 1989.
مشاركة :