أكاديميون وخبراء لـ«البيان»: 4 محاور للوصول إلى إعلام فاعل مستقبلاً

  • 11/28/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أكاديميون وخبراء لـ«البيان» أن المشهد الإعلامي خلال الخمسين عاماً المقبلة سيشهد تغيرات في مختلف أبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وقدرة الإعلام على التعاطي بشكل إيجابي مع القضايا ستلبي طموحات وتطلعات المجتمعات. وأجمعوا على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديداً تحتاج 4 محاور أساسية، للوصول إلى إعلام فاعل مستقبلاً، وهي أولاً، السعي إلى الفصل ما بين ملكية الوسائل الإعلامية من جهة، والإدارة التنفيذية، وعملية إنتاج المحتوى الترفيهي والإخباري، والموارد المالية والتجارية. وثانياً، القدرة على اجتذاب وتوظيف أفضل المواهب والطاقات والكفاءات المتوفّرة في المنطقة، وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية، من حيث العلم والكفاءة والجدارة والنزاهة والمهنية. ثالثاً، توفير أفضل تجربة إعلامية تستحوذ على الحصة الأكبر من نسب المشاهدة، وتبقى الأكثر التصاقاً بثقافة المنطقة وتطلعات الملايين فيه، عبر كل القنوات والمنصات، على تنوعها واختلافها، ورابعاً، التمكن من إنتاج محتوى إعلامي محلي متميز ونوعي عابراً للحدود وفقاً للمعايير العالمية، وقادراً على الانتشار عبر الوسائط المتعدّدة والمتنوّعة. ويتمثل المحور الرابع في «الفيديو حسب الطلب - VOD» أو الـ Streaming والذي يمثل مستقبل بث المحتوى الرقمي الترفيهي والإعلامي، إضافة إلى القنوات التلفزيونية الرائدة، التي تبقى الوجهة الفُضلى للجماهير، وفي المحصلة، تأتي هذه المعطيات لتمنح قطاع الإعلام بكل مفاصله زخماً خلال السنوات المقبلة. تطوير القطاع ويعتقد علي جابر عميد كلية محمد بن راشد للإعلام أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على تعزيز وتطوير القطاع الإعلامي الحكومي والخاص وشبه الخاص ليواجه المتغيرات الكبرى المقبلة إلى منطقتنا سواء أكانت تغييرات سياسية أم تغيرات اجتماعية يؤسس لها تطور تكنولوجي هائل لا بد أن يصل إلينا. وقال جابر: إن تطوير المنظومة الإعلامية سيسهم في دعم التنمية الشاملة ويدعم جهود الدولة في مواجهة التحديات المقبلة سواء أكانت اقتصادية أم سياسية أم مجتمعية، والتي تتطلب مواكبة إعلامية ذكية وناضجة مرتكزة على استغلال عنصرين مهمين في دولة الإمارات، أما العنصر الأول فهو: مجتمع فتي، ووطني متعلم، وقادر على إدارة واستعمال التكنولوجيا الذكية بسلاسة وبطريقة بناءة، ترفد الدولة ومسؤوليها بدعم مهم لكل الخطوات السياسية والقرارات المصيرية والإجراءات التنموية التي تنتهجها لجعل الإمارات واحدة من أكثر الدول استقراراً وجذباً لكل من يسعى إلى عيش رغيد وآمن ولكل من يريد أن يحقق أحلامه بالعمل أو بالحياة على أرضها الكريمة. وأضاف عميد كلية محمد بن راشد للإعلام: يتمثل العنصر الثاني في إدارة سياسية حكيمة ومتمكنة ومتطورة على مستوى القيادة، هذه الإدارة قادرة على تنظيم قطاع الإعلام الذي يشهد حالياً فوضى، بعضها خلّاق ومبتكر والبعض مؤذي إذا لم يقنن. منصات مستحدثة ويقول محمد العضاضي من مجموعة «أم بي سي»: من الصعب التكهن بما سيحدث خلال السنوات المقبلة ولكن بالعودة إلى الوراء خمس أو عشر سنوات، نرى أن المنتج الإعلامي قد اختلف كثيراً، وبشكل جذري، والسبب هو تعدد المنصات وتنوعها. وأضاف: بعد أن كانت الشاشة التلفزيونية تستحوذ على النسبة الأكبر من المستهلكين، تشكلت منصات أخرى عدة استحدثت من خلال التطور التكنولوجي الهائل والذي بدأت ملامحه تتضح مع بداية العام 2000، وفي السنوات الأخيرة كانت منصات التواصل الاجتماعي، هي إحدى أدوات تلك الثورة التي أربكت المشهد وقلبته رأساً على عقب، وبدلت أطباعنا وأمزجتنا في استهلاك المحتوى، سواء أكان ترفيهياً أم خبرياً. وقال: لذلك فإن التخطيط أو التنبؤ بمستقبل الإعلام أصبح صعباً، مشيراً إلى انتهاء عصر الخبطات الكبرى للبرامج الترفيهية التي تستحوذ على مشاهدين أو متابعين يشكلون 40% أو 50% أو أكثر أحياناً، كما انتهى عصر التحكم في الأخبار وتوجيهها وفق سياسات معينة، وأصبح أفراد الشعب بكل أطيافهم وتنوعهم مشاركين في إنتاج الترفيه ومتابعين وموثّقين للأخبار والأحداث، وحتى ما يبدو أنه متسيّد الآن مثل «نتفليكس» وغيرها، قد يتعرض خلال سنوات قليلة مقبلة للإرباك نفسه نتيجة لظهور منتج تكنولوجي جديد أو تطور في ما هو قائم. استقطاب وتدريب ويرى مازن حايك المتحدث الرسمي باسم مجموعة «أم بي سي» أن خبراء الإعلام لا يمكنهم استشراف مستقبل الـ50 عاماً المقبلة بمعزل، عن خبراء التكنولوجيا والمؤسسات العلمية والتقنية والأكاديمية، لذا، يتجه قطاع الإعلام نحو استشراف المواهب والمهارات، قبل السعي إلى استقطابها، بمعنى أن تكون عملية الاستشراف أولاً، والاستقطاب والتدريب ثانياً. وقال: هذا هو أحد أبرز محاور التطور الإعلامي، وهو ما بدأت مجموعة «أم بي سي» القيام به منذ سنوات، وانعكس عبر خطوات عدة أبرزها تأسيس «أكاديمية أم بي سي»، الهادفة إلى استشراف واستقطاب وتدريب وتأهيل المواهب والطاقات الشبابية في القطاع الإعلامي، إضافة إلى وضع برنامج متطور وفق أحدث المعايير العالمية لاكتشاف المواهب في سن مبكرة، وتنميتها وتأهيلها للتمكن من التأقلم أكثر مع فرص الإعلام الرقمي وتحدياته. وأفاد أن التطوّر السريع فرض على العديد من المؤسسات الإعلامية تغيير أنماط التفكير في قطاع صناعة المحتوى، وذلك بما يتناسب مع معطيات الإعلام الرقمي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد على توسيع التغطيات الإخبارية. ذكاء اصطناعي ومن ناحيتها تقول الدكتورة فاتن نبراوي عميدة كلية الإعلام في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية: يعد الذكاء الاصطناعي الآن محور اهتمام الكثير من العاملين في حقل الإنتاج الإعلامي، فمن خلال الإمكانيات التي يوفرها في جمع المعلومات وإنتاجها، قد يطيح ببعض العاملين في المؤسسات الإعلامية، وبالتالي يؤثر على طبيعة العمل الإعلامي بصفة عامة، وعلى سبيل المثال في مجال الإنتاج الإخباري وباستخدام التكنولوجيا، ظهر ما يطلق عليه الآن الاستوديو الافتراضي الذي يتيح رسماً ثلاثي الأبعاد لتوضيح حادث مهم أو استخدام جرافيك البث المباشر التي توظفها هذه الاستوديوهات الافتراضية. التكنولوجيا الرقمية قالت الدكتورة فاتن نبراوي إن المستقبل سيكون للتكنولوجيا الرقمية وسيشتمل المحتوى الإعلامي على الانفوغراف التفاعلي المبني على البيانات والأرقام والأقرب إلى المواد التعليمية واستطلاعات الرأي والإعلانات والمواد التسويقية، كما سيختلف أسلوب النشر بحيث يغيّر من حجم المحتوى خصوصاً ما يتم نشره على الهواتف الذكية مما يعزّز من المحتوى الرقمي الرسمي ومحتوى صحافة المواطن. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :