الرسائل النصية والقصيرة التي إنطلقت عبر مراكز التواصل الاجتماعي وأجهزة الإتصال الرقمي قبيل (14 أغسطس) باءت بالفشل كسابقيها من المحاولات، فقبل أيام إنطلقت تلك الرسائل والهاشتق لإفتعال الصدامات في الشوارع يوم 14 أغسطس، وقد أحبطها الناس في مهدها حين أطلقوا معها عبارات السخرية والضحك والاستهزاء، فقد سخر الناس من تلك الدعوة بعد أن إنكشف لهم المخطط الإيراني الذي يستهدف أمن وإستقرار البحرين، وبعد أن أكد الناس على ولائهم وإنتمائهم لهذه الأرض العربية وقيادته السياسية في عائلة آل خليفة. لا تزال المؤامرة على (فرسنة) البحرين مستمرة منذ عام 1970م، فأيدي إيران تحاول جاهدة العبث بأمن واستقرار البحرين بتجير الشباب والناشئة المتأثرين بالمد المذهبي الإيراني، فإيران من خلال الحرس الثوري تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بعد أن توقفت في دوار الفاروق أو ما يعرف سابقاً بدوار مجلس التعاون، فالمحاولات الإيرانية لزعزعة أمن البحرين لا تزال قائمة، والمؤسف أن المنفذين لذلك المخطط هم من بني جلدتنا وومن يعيش بيننا!!. لا يختلف إثنان على أن يوم 14 أغسطس هو يوم جلاء القوات البريطانية من البحرين، وقد جاء بعد تضحيات كبيرة قدمها الشعب البحريني منذ حركة الشيخ عبدالوهاب الزياني وأحمد بن لاحج البوفلاسة لإخراج المستعمر، ولكن التوافق المجتمعي أكد على أن الاحتفال بتلك الذكرى يكون في يوم (16 ديسمبر)، وإستمر ذلك الاحتفال سنوات طويلة، ولكن قوى التطرف والإرهاب بدعم من الحرس الثوري الإيراني تحاول كسر الإرادة وتزييف الذاكرة الوطنية الجامعة بالدعوة للخروج يوم (14 أغسطس)، وكما قيل قديماً (خالف تذكر) تحقيقاً للمشروع الإيراني الصفوي بالمنطقة، لقد رفض الشعب البحريني أن يحدد المحتل الأجنبي يومه الوطني وهو (14 أغسطس) أو أن تكون هناك صلة أو علاقة مع ذلك التاريخ. إن محاولة البعض لـ(فرسنة) الهوية البحرينية أصبحت مكشوفة، فهناك من يحاول إستغلال تلك التواريخ لإشاعة الفوضى والخراب في هذا الوطن، فرحيل المستعمر الأجنبي عن البحرين قد جاء بإرادته، ولكن الأهم في يوم الجلاء هو يوم الإستقلال، فما أن خرج المستعمر حتى أطلت إيران برأسها بدعوى الأحقية في البحرين، من هنا تصدر المرحوم الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وأخيه رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المشهد السياسي وذهبا إلى الأمم المتحدة للتأكيد على عروبة البحرين، فجاء المبعوث الأممي في مارس عام 1970م والتقى بتلاوين وأطياف المجتمع البحريني الذي أكد على انتمائه العروبي وولائه لعائلة آل خليفة. المجتمع البحريني توافق على يوم الإستقلال (16 ديسمبر) وجاء ذلك التأكيد في دستور مملكة البحرين وميثاق العمل الوطني، فمحاولات بعض القوى إلى خلط الأوراق بدعوى الإستقلال في (14 أغسطس) هي كلمة حق أريد بها باطل، فالقوى الإرهابية والمتطرفة لم تكتف بممارسة أعمالها الإجرامية في حق المجتمع البحريني ولكن تعدى ذلك لتسخير الماكينة الإعلامية الإيرانية للتحريض والتأجيج، فقد قامت القنوات الطائفية الموالية لإيران ببث الأخبار والبرامج المفبركة للإيحاء بأن هناك صداما وصراعا، والحقيقة أن المجتمع البحريني يعيش أجمل أيامه تحت ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى. إلى الآن السؤال مطروح: ما الهدف من محاولة تغير الأيام الوطنية بأخرى لها إرتباط بالمستعمر الأجنبي؟!، لماذا تحاول تلك القوى إلى إلغاء المناسبات الوطنية وإستبدالها بتواريخ أخرى؟!، إن الخلايا النائمة التي تم زرعها في الساحات تحاول جاهدة إلى تعكير صفو الأمن والإستقرار في هذا الوطن بدعوى الاحتفال ببعض التواريخ، فلو كان حقاً الاحتفال بهذا التاريخ فإن أولى الناس هم أتباع الشيخ عبدالوهاب الزياني لا غيرهم.
مشاركة :