اتهمت صحيفة النهار اللبنانية تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي بالاستقواء بأمريكا ضد مصر وغيرها من الدول العربية، وقالت صحيفة النهار في افتتاحية لها إن حركة “الإخوان المسلمين” من أهم التنظيمات الدينية المتطرفة التي لها باع في الاستدعاء والاستقواء والمراهنه على الخارج، لاعتبارين مهمين، أولهما، أنها اعتادت هذا الاستقواء ورضيت به منذ بدايات النشأة عندما قبل مؤسسها الأول حسن البنا، مبلغ ثلاثمئة جنيه على سبيل التبرع من المحتل البريطاني، فأعطى هامشاً للإمبرطورية البريطانية في هذا الوقت للسيطرة على التنظيم الوليد في هذا الوقت، ولم يكن للجماعة ولا لمؤسسها أي حرج في ذلك، كما تم استدعاء هذا المحتل ضد القصر والملك في ذلك الوقت، وكانت مصر وقتها تقع تحت الانتداب البريطاني مشيرة إلى أن الاعتبار الثاني الذي توافر في “الإخوان” ودفعها دفعاً للاستقواء هو نشاط التنظيم في أكثر من 85 دولة في العالم، فوجدنا “إخوان” بريطانيا حاضرين بقوة في كل ما يخص “الإخوان” في مصر، بخاصة في القضايا التي حوكموا على أثرها في التسعينات من القرن الماضي، فتم استدعاء كل منظمات حقوق الإنسان ووزراء عدل سابقين في لندن للضغط على النظام السياسي في مصر، وهدف هذا الضغط هو تقليل عدد القضايا وتخفيف العقوبة فيها أو منع المحاكمات من أساسها واعتبرت الصحيفة أن من صور الاستقواء الأخرى، الضغوط التي مارسها نجم الدين أربكان، رئيس الوزراء التركي السابق على النظام السياسي في مصر، من أجل إتاحة مساحة لقيادات “الإخوان المسلمين” للعمل من دون أي معوق. هذه الضغوط بدأت منذ أن وصل أحد قادة “حزب الرفاه” وهو من “الإخوان المسلمين” الى السلطة في تركيا، وهو ما أتاح له فرصة الالتقاء مع القيادات السياسية في مصر، وقد مارس أربكان ضغطه على الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، أثناء زيارته مصر في التسعينات من القرن الماضي، وهو ما رفضه الأخير ورد عليه باحتجاج الى رئيس الدولة آنذاك سليمان ديميرل، مطالباً إياه بإلزام رئيس وزراء بلاده بعدم التدخل في الشأن المصري وبخاصة ما يتعلق بـ”الإخوان المسلمين” وأكدت الصحيفة على أن فكر التنظيمات الدينية المتطرفة يقوم على مفهوم اللادولة، كلما نجحت في إسقاط الدولة بمفهومها الشامل، نجحت في مهمتها بالصعود والسيطرة، وبالتالي هي لا تؤمن بمفهوم الدولة القومية أو الوطنية، ولذلك تراها تستقوي بالخارج من أجل تحقيق أهدافها مشيرة إلى أن الاستقواء هنا له شقان، إما أنها تستقوي بدولة ما أو نظام دولي وغالباً تكون هذه الدولة معادية، أو أن يتم الاستقواء بالنظام الدولي الذي يُريد حتماً أن يضغط على الدولة المستهدفه، فيتم استخدام هذه التنظيمات في هذه المهمة، ولا شك في أن النظام الدولي له مصالح يُريد أن يحققها من هذه التنظيمات آزى الشق الثاني في فكرة الاستقواء، أن تقوم هذه التنظيمات باستدعاء غيرها من خارج الحدود. قد يكون ذلك واضحاً في ما يخص التنظيمات العابره الحدود والقارات، ذات الامتدادات الجغرافية، وقد يكون الاستدعاء لتنظيمات أخرى لا تمثل أصلاً للتنظيم الذي قام بعملية الاستدعاء شيئاً، ولكن الأهداف الواحده هي التي حركت كلاً منهما بهذه الصورة، وهنا تبقى الدولة في مواجهة قوى خارجية قد لا تصمد أمامها دول الشرق الأوسط من أكثر الدول التي تتعرّض لهذا الابتزاز، سواء من النظام الدولي وبعض الدول الكبرى أو من تنظيمات دينية متطرفة لها وجود على أراضيها. هذه التنظيمات لها أهداف ومطالب تضغط من أجلها بين الفينة والأخرى، وإذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب نجد تكثيفاً للعمليات الإرهابية التي تخلق فوضى داخل البلاد، ثم ندخل في موجة من الضغوط الدولية بحجة حقوق الإنسان
مشاركة :