الطفلة «شهيدة» أبكت الجمهور! | سينما

  • 8/19/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جرعة مكثفة من العاطفة النبيلة والطفولة البريئة... والضحكات الممزوجة بالدموع، وسط طبيعة خلابة، وطموحات سياسية! تلك هي الرحلة السينمائية التي قطعتها «الراي»، عندما اتخذت مكانها وسط جمهور تسمَّر في مقاعده على مدى 145 دقيقة قضاها محتبسَ الأنفاس، مراوحاً بين بكاء حارق وحب جارف، وأمل وإحباط، وابتسامات تخفف قليلا من حدة الألم، مع مقاربة للنزاع بين الدولتين الجارتين الهند وباكستان... أما الفيلم فهو «باجرانجي بهايجان»! الفيلم الهندي «باجرانجي بهايجان» يُجسد حكاية طفلة باكستانية «خرساء» لم تتجاوز السادسة من عمرها تُدعى «شهيدة» (هارشالي مالهوترا) التي كانت برفقة والدتها على متن قطار متجه من باكستان إلى الهند، وأثناء الطريق يتعطل القطار، ويستسلم جميع المسافرين للنوم على مقاعدهم من فرط التعب، لكن «شهيدة» تستيقظ فيما الكل في سُباتهم، وتشاهد الصغيرة خروفاً سقط في حفرة، ويحاول عبثاً النجاة بنفسه، فتندفع الطفلة ببراءة فطرية إلى النزول من القطار كي تساعده على الخروج، وبينما هي منشغلة بالخروف يعالَج عطب القطار، ويستأنف التحرك، والأم نائمة لا تدري شيئاً عن ابنتها التي ضاعت محاولاتها للحاق بالقطار أدراج الرياح... لتبدأ من هنا أحداث الفيلم! الطفلة «شهيدة»، التي تقوم ببطولة الفيلم، دخلت الأراضي الهندية، لتقودها المصادفة إلى لقاء «بافان» (الفنان القدير سلمان خان) الذي كان يشرب اللبن، فقدم لها اللبن والطعام، لتبدأ من هذه اللحظة رعايته لها بمعية حبيبته «راسيكا»، (الفنانة كارينا كابور)، وتعيش في كنفهما بعدما سمياها «موني». ويسعى سلمان خان بكل الطرق إلى مساعدة «موني» الخرساء على الإفصاح عن هويتها، فلا يفلح، وحتى عندما اصطحبها إلى رجال الشرطة لإبلاغهم بحالتها، رفضوا تسلمها، فرجع بها إلى منزل حبيبته راسيكا لتعيش بينهما وتبادلهما الحب الذي منحاها إياه. غير أن أول الخيوط تبدى عندما كانوا يشاهدون مباراة كريكيت تجمع بين الهند وباكستان، لتفوز بها الأخيرة، وبينما تجتاح الجميع في حالة حزن، لكن الاستثناء الوحيد كان الطفلة «موني» التي رقصت فرحاً عامدةً إلى تقبيل العلم الباكستاني، لتميط اللثام - من دون قصد - عن جنسيتها، وعلى الفور اصطحبها بافان إلى السفارة الباكستانية، وهو يظن أن الحل آتٍ في الطريق، لكن السفارة رفضت تسلمها أو إعطاءها جواز سفر أو تأشيرة دخول لـ «بافان»، الذي لم ييأس فقرر أن يصطحب الطفلة في رحلة عبر الحدود بين الهند وباكستان، من وراء القانون، مواجهاً العديد من المشاكل والصعاب، ومنها المرور في طرق وعرة بين المنطقتين المنزوعتي السلاح، وفي الأراضي الباكستانية يتعرف بافان على مراسل يعمل في قناة إعلامية (الفنان ناوزودين سيديكيو) الذي قرر مساعدته على الوصول إلى والدة أسرة الطفلة الخرساء! سلمان خان ممثل حقيقي كالعادة، أثبت بهذا الدور أنه يتفوق على كل أفلامه السابقة، فقد أجمع كثير من المشاهدين على أن هذا هو أفضل فيلم له حتى هذه اللحظة، من دون تقليل من براعته فيما سبق. أما الفنانة الأنيقة كارينا كابور فكانت نجمة وبذلت كل طاقتها لإنجاح هذا الفيلم، أما البطلة الصغيرة «هارشالي مالهوترا» فقد كانت نموذجاً للطفولة البريئة، انتزعت بتلقائيتها المبدعة تصفيق الجميع وسفحت دموعهم أيضاً، بما يؤكد أنها ستكون نجمة مستقبلية رائعةً في السينما الهندية. أما الأغاني التي بلغ عددها تسعاً فقد وُظفت بكلماتها وألحانها لتخدم الأحداث، وتضفي جمالاً آخر على الفيلم، وتعمِّق الشعور بالأحداث! «باجرانجي بهايجان» للمخرج «كبير خان» الذي أمتع الجميع وحرك كاميراته بطريقة مدهشة أسهمت في إضفاء مزيد من الأحاسيس المرهفة على الصورة السينمائية، إلى جانب العاطفة المحلقة التي برزت في قصة حب «بافان» و «راسيكا» على رغم اختلاف ديانتيهما، وإلى جانب التجربة الإنسانية، وجّه الفيلم رسالة شديدة العمق والحساسية معاً، بمنزلة دعوة لإزالة غبار التوتر عن علاقات الدولتين الجارتين الهند وباكستان، اللتين كانتا في الأصل دولةً واحدةً، ليكتمل الأفق الإنساني للفيلم الذي شحن قلوب المشاهدين بعاطفة صادقة وجياشة، من أجل «شهيدة» التي جعلتهم يغادرون القاعة وهم يجففون دموعهم!

مشاركة :