«الفن يغسل الروح من غبار الحياة اليومية»، هكذا وصف بيكاسو تأثير الفن على النفس، وذلك ما ستشعر به أثناء متابعتك لعروض مسرح «ثياتر أوف ديجيتال أرت - تودا»، فعلى مدار 45 دقيقة تعيش رحلة خيالية، ترتدي خلالها حلة من الألوان، وتتكئ فيها على خطوط خيالية، فيما تقف على أرض لا تتوقف حركتها عن الدوران، ستشعر نفسك خلالها بأنك تتدحرج كنقطة ملونة من زمن لآخر، وأنك تتأرجح بين لوحات مختلفة ألوانها، قادمة من القرن الـ19، حاملة معها بصمات 9 فنانين عظماء، شكلوا عبر لوحاتهم أسس الحركة الفنية التشكيلية. في رحلتك تحلق في فضاء الأعمال الفنية، وتدرك عبرها مدى ثراء المشهد الفني في دبي، واتساع الأفق الذي فتحته «دانة الدنيا» أمام الفنون على اختلاف مشاربها، ما جعل منها وجهة أصيلة لعشاق خطوط الفن التشكيلي ومدارسه المختلفة، حيث تغازل فيها الفنون العالمية أنوار وإبداعات نسج بريقها في دانة الدنيا. تجربة تفاعلية «نظرة دبي الخاصة للفنون والثقافة، شكلت حافزاً قوياً لاحتضانها هذا المسرح»، هكذا يبرر غابرييل أفريم، مدير عام مسرح ثياتر أوف ديجيتال أرت، ويقول لـ«البيان»: «عبر هذا المسرح نقدم نظرة مبتكرة للفنون التشكيلية، عبر تمكين المتفرج من عيش تجربة تفاعلية ممتعة، يعيش خلالها تفاصيل اللوحات، على اختلاف ألوانها وخطوطها، وتشابكاتها، حيث يمثل ذلك فرصة للانفتاح على عالم الفنون التشكيلية...». بين جنبات المسرح، الجاثم في إحدى زوايا سوق مدينة جميرا، تتلمس روعة الأعمال الكلاسيكية، وتعاين أعمال 9 فنانين عظماء، بدءاً من كلود مونيه وفنسنت فان جوخ وفاسيلي كاندينسكي وجورج سورا ومروراً ببول سيزان وإدفارد مونش وخوان جريس وروبرت ديلوناي وانتهاء ببول كلي، الذين يمثلون أيقونات الفن التشكيلي. اختيار إدارة المسرح لفترة القرن الـ19، نابعة من أهميتها في تاريخ الفن. وقال أفريم: «بدأنا من هذه الفترة لأهميتها وتأثيرها في المشهد الفني، فهي الفترة التي شهدت ثورة التغيير في نمط الفنون، وساهمت في نقلها من الكلاسيكية إلى الفن الحديث، وعلى إثرها نشأت الكثير من المدارس مثل الانطباعية والتكعيبية وشهدت ظهور الأعمال التجريدية والتنقيطية، وما بعد الانطباعية، والتعبيرية وغيرها، ولذلك آثرنا عبر هذا العرض تقديم لمحة عن تلك الفترة وما شهدته من ثورة غيرت وجه الفنون التشكيلية». عرض رقمي 45 دقيقة ليست ثرية باللوحات فقط، وإنما بمختلف أشكال الفنون، حيث الموسيقى تصدح في كافة جنبات المسرح، وتتلمس فن العرض الرقمي، وطريقة تقديمه، حيث تتشابك الألوان وانعكاساتها بين جدران المسرح وأرضه وسقفه، فيما يمكن لزائر المسرح الذهاب في التجربة إلى أبعد من ذلك، عبر استخدام تقنية «ثلاثية الأبعاد» التي تمكنه من العيش داخل اللوحات، وتلمس ألوانها وتفاصيلها الدقيقة. لن تكون العروض قاصرة على فناني القرن التاسع عشر، أو أولئك الذين خرجوا من صلب أمريكا وأوروبا، وإنما سيتسع نطاقها مستقبلاً لتشمل العرب والمواطنين أيضاً، بحسب تعبير افريم الذي قال: «ندرك تأثير الفنانين العرب والإماراتيين في المشهد الفني العربي والعالمي، وسيكون هناك خلال الفترة المقبلة عروض خاصة لأعمالهم، ولكن ذلك يحتاج إلى الوقت...»، مبيناً أن ذلك سيسهم في إثراء محفظة المسرح، قائلاً: «في الفترة المقبلة سنذهب ناحية التخصص في العروض، بحيث يكون العرض مقتصراً على فنان واحد فقط». تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :